لندن: علي بدرام حث الرئيس الإيراني حسن روحاني الجمعة موسكو على المساعدة في التوصل لحل لأزمة الملف النووي الإيراني وذلك خلال لقائه الرئيس فلاديمير بوتين على هامش قمة أمنية إقليمية في قرغيزستان. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن روحاني قوله لبوتين في بشكيك إنه «في ما يتعلق بالمشكلة النووية الإيرانية، نريد حلا لهذه المشكلة في أقرب وقت ممكن في إطار المعايير الدولية. في السابق قامت روسيا بخطوات مهمة على هذا الصعيد، والوقت الحالي يمثل أفضل فرصة لتقوموا من جانبكم بخطوات جديدة»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. كما جدد روحاني دعم بلاده للمبادرة الروسية بشأن إخضاع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية للرقابة الدولية وقرار دمشق الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. وحول التعاون الثنائي أكد الرئيس الإيراني أن جميع الحكومات في إيران تولي تقليديا اهتماما خاصا للعلاقات مع روسيا، مضيفا أن الحكومة الحالية مهتمة بتوسيع وتطوير هذه العلاقات. كما وجه روحاني الدعوة إلى بوتين للقيام بزيارة رسمية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد رحب الرئيس الروسي بهذه الزيارة، معربا عن أمله بتلبيتها في أقرب فرصة ممكنة. ويزور رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، العاصمة القرغيزية بيشكك، للمشاركة في قمة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون. من جهته، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن الملف الغربي ضد البرنامج النووي الإيراني هو ملف مفتعل، مؤكدا استعداد طهران لتبديد مخاوف الغرب حول برنامجها النووي وفي الوقت نفسه تتوقع الاعتراف رسميا بحقوقها النووية. وأشار في حوار تلفزيوني إلى أن محطة بوشهر الكهرونووية تقوم بتوليد ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، وقال إن إيران هي البلد الإسلامي الوحيد الذي يقوم بتوليد هذا الحجم من الطاقة الكهرونووية، لافتا إلى أن باكستان تقوم بتوليد خمس هذه الطاقة الكهرونووية. وتابع أن محطة بوشهر ستسلم إلى الخبراء الإيرانيين بشكل كامل خلال الأسابيع القادمة. وتطرق إلى العراقيل التي يضعها الغرب حول تأمين الوقود النووي المخصب بنسب 20 في المائة لإيران وقال إن الغرب وضع عشرة شروط لنا لتأمين الوقود المخصب بنسبة 20 في المائة، علما أن هذه الشروط تمس بعضها بسيادة البلاد كما ينبغي دفع مبلغ ملحوظ لقاء ذلك. وأضاف أنهم قالوا إن تأمين ذلك يستغرق عامين ونصف العام ولكن علماءنا الشباب صمموا ذلك في غضون 18 شهرا وقاموا بصنع ألواح الوقود. وتابع أن دولا معدودة في العالم قادرة على صناعة ألواح الوقود، بينما مفاعل طهران البحثي يعمل الآن بألواح وقود إيرانية الصنع وتقوم بإنتاج أدوية مشعة. وحول ما إذا كان سيشارك في المفاوضات النووية المقبلة قال إن أسلوب وآلية المفاوضات واضحة وإن مسؤولية الفريق المفاوض الآن بعهدة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، كما أن هناك لجنة مختصة من مجموعة الأجهزة المعنية تنشط في هذا المجال وتعقد جلسات مع الفريق المفاوض. وأشار صالحي إلى اتخاذ تدابير جادة تمهيدا للجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين إيران والسداسية الدولية المزمعة في المستقبل، وقال إن الآليات نفسها ولكن تم تغيير بعض الأفراد وإضافة آخرين، بينما تم تعيين آخرين كمستشارين. وحول المباحثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية المقررة في السابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) الجاري أشار صالحي إلى أن انطلاق المفاوضات الجديدة لا يعني وجود تغييرات، فالقرار بيد منظمة الطاقة الذرية ووزارة الخارجية والمجلس الأعلى للأمن القومي. وأشار إلى أن السيد نجفي هو مندوب إيران في هذه المفاوضات بدلا من سلطانية. ولفت إلى أنه سيشارك في المؤتمر السنوي الدولي للطاقة الذرية المزمع عقده الأسبوع الجاري في العاصمة النمساوية فيينا وسيعلن خلال المؤتمر عن مواقف إيران في هذا المجال. وأوضح أنه قد يلتقي على هامش المؤتمر مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو وباقي المسؤولين في الوكالة. وأوضح أن الاجتماعات مع الوكالة ذات طابع فني وقانوني، بينما الاجتماعات مع السداسية الدولية ذات طابع سياسي قبل أن تكون فنية وقانونية. وأوضح قائلا: «مستعدون لتبديد مخاوف الغرب حول البرنامج النووي وفي الوقت نفسه نتوقع الاعتراف رسميا بحقوقنا النووية وفقا لمعاهدة (إن بي تي)». وحول نشاط مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل قال صالحي إن «توقعات أصدقائنا تذهب إلى أن الاستعدادات لشحن المفاعل بالوقود ستنتهي في الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل وعلينا أن نبلغ الوكالة بذلك قبل ستة أشهر، ولكن نظرا إلى أننا لم نتأكد من الموعد الدقيق بعد قمنا بإرجاء العملية وأبلغنا الوكالة بذلك».