قال رئيس الوزراء عبدالله النسور إن موقع مركز حدود العمري يعتبر مركز وصل وليس مركز فصل، فهو يصلنا بأخواننا وعزوتنا في الخليج العربي، الذين وقفوا ويقفون معنا على الدوام، ونحن كذلك نقف معهم على الدوام. جاء ذلك خلال افتتاح النسور أمس لجناح الشحن الجديد في "مركز العمري"، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الدكتور سامي الصالح وعدد من الوزراء وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين. وقال النسور اني ادعو الله أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأن يظل مصدر عطاء وخير ونور، هو وأخوه الملك عبدالله الثاني حامي تقدمنا وراعي نهضتنا وهو المشجع والمحمس والموجه لنا لما فيه خير الأردن ونمائه. وأضاف إن هذا المركز يربطنا بأشقائنا في السعودية ودول الخليج العربي، فضلاً عن أنه يدل على أن التجارة والتبادل السلعي والسياحي بيننا كبير جدا، معتبراً أن ذلك إشارة خير بأن الاقتصادات الخليجية والأردنية أصبحت أكثر ارتباطا والتحاما ومصلحة، وهكذا تكون الوحدة. وبيّن النسور أن هذا المشروع الكبير تفضل به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من عبد العزيز آل سعود. ولفت إلى أن خادم الحرمين الشريفين قصد من هذا المشروع الحرص على حياة أبنائه من السعودية والخليج العربي والأردن، إذ إن لحظة تبرعه كانت في لحظة علمه ببعض الحوادث المميتة في هذه المنطقة، حيث كانت استجابة إنسانية كبيرة، مقدرة منا في الأردن. وذكر النسور أن المركز يمر منه حوالي 2 مليون مسافر سنوياً، ما يعني أنه يستحق أن يكون من أكبر المراكز العصرية بالعالم، فهو ممر دولي كبير، مشيراً إلى أن نحو 150 ألف سيارة و300 ألف شاحنة كانت قد مرت من خلال هذا المركز خلال الشهر الماضي. النسور: أدعو الله أن يحفظ خادم الحرمين ليظل مصدر عطاء وخير ونور وأوضح أن المركز يستطيع استيعاب 1500 شاحنة في اليوم الواحد من غير أي ازدحام أو تصادم أو اكتظاظ أو فوضى، ومن غير حدوث فلتان أمني أو فلتان في النظام. كما أشار إلى مساحة المركز الواسعة، والتي تبلغ نحو مليون متر مربع معبد حوالي ألف دونم معبد، ما يدل على أن هذا المشروع كبير وأن شاء يكون فاتحة بركة وخير. كما أعرب عن شكره وتهنئته لجميع الأجهزة سواء كانت أمنية او عسكرية استخباراتية مدنية، فضلاً عن وزارات التخطيط والتعاون الدولي والداخلية والمالية والإعلاميين، وكل من ساهم بنجاح هذا المشروع. وكان وزير الأشغال العامة والإسكان سامي هلسة قال، خلال كلمة في بداية الحفل، تأتي أهمية هذا المشروع كونه يسهل حركة نقل الشحن بين السعودية ودول الخليج العربي والأردن، ومنها إلى دول الجوار. وأضاف نُفذ هذا المشروع، ضمن خطة الوزارة لتحديث وتطوير المعابر الحدودية التي تربط المملكة مع دول الجوار، ومن خزينة الأردن خلال الاعوام 2010 – 2014، من خلال مقاول أردني وبتصميم وإشراف مكتب هندسي استشاري أردني. وأشار هلسة إلى أن قيمة تنفيذ هذا المشروع بلغت ثلاثين مليون دينار، حيث تضمن إنشاء بنية تحتية متكاملة من طرق وساحات جمركية بمساحة مليون متر مربع تتسع لاصطفاف وتفتيش ألف وخمسمائة شاحنة في آن واحد، وكذلك إنشاء المباني الرئيسة للجمارك وشركات الشحن والتخليص والمراكز الزراعية ومبنى الجوازات والشحن بمساحة إجمالية سبعة آلاف متر مربع. كما تضمن المشروع إنشاء مبنى المحجر البيطري من ست حظائر مسقوفة ومشارب للأغنام، وكذلك إنشاء البوابات الرئيسة وبوابات الحكم الالكترونية والسور الخرساني الأمني الفاصل بين جناح الشحن القادم والمغادر. وبين أن هذا المركز الحدودي يأتي ليلتقي مع طريق الزرقاء - الأزرق – العمري، والذي بدأ به بمنحة من الشقيقة السعودية حيث باشرت "الأشغال" بتنفيذه العام الحالي. من جهته قال وزير المالية أُمية طوقان إن مركز جمرك العمري يعتبر من المراكز الجمركية الرئيسة، التي تساهم في تسهيل حركة التجارة والنقل بين دول المنطقة، فهو بوابة الأردن إلى دول الخليج العربي من جهة وبوابة الخليج العربي لبلاد الشام وأوروبا من جهة أخرى. كما يعتبر من أهم معابر الترانزيت في المنطقة، حيث يمر عبره ما يزيد عن المليون مركبة ومسافرون، وحوالي 340 ألف شاحنة بضائع سنوية بالاتجاهين، وذلك حسب احصائيات العام الماضي، أي بمعدل 2700 مركبة وما يقارب 1000 شاحنة يوميا. وذكر طوقان أن موظفي دائرة الجمارك العامة يقومون بخدمة هذا الكم الهائل من حركة المسافرين والبضائع باستخدام أفضل وأحدث التقنيات، حيث يتم تنظيم البيان الجمركي إلكترونيا واستخدام أنظمة الفحص بالأشعة لتسهيل عمليات المعاينة ونظام التتبع الإلكتروني عبر الأقمار الصناعية لمراقبة وتسهيل تجارة الترانزيت، إضافة إلى أنظمة المراقبة التلفزيونية المركزية والبوابات الإلكترونية وتبادل المعلومات إلكترونيا مع دول الجوار بنا ينسجم مع المعايير الدولية. بدوره، قال مدير جمرك حدود العمري العقيد عليان قداح إن هذا المشروع الحيوي والهام يعتبر انجازا مهما يخدم ويسهل حركة التجارة بين الأردن ودول الخليج العربي.