افتتح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أمس، المقر الجديد لسفارة خادم الحرمين الشريفين، لدى جمهورية مصر العربية، بحضور مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود بن خالد، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد قطان، وعدد من وزراء الخارجية العرب والسفراء المعتمدين لدى جمهورية مصر العربية. وعبر الفيصل عن سعادته البالغة بافتتاح المقر الجديد، قائلا "إن هذا المقر لا يحتوي على مكاتب السفارة بجميع أقسامها وإداراتها فحسب، وإنما يضم كل المكاتب السعودية العاملة في جمهورية مصر العربية، وهذا من شأنه أن يسهل اتصال المواطنين السعوديين بسفارة بلادهم وييسر وصول إخوانهم المصريين وغيرهم إليها، ويهيئ للموظفين أداء واجبهم بكل يسر وسهولة". وأعرب في كلمته خلال حفل الافتتاح، عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، على ما لقيته وزارة الخارجية من دعم وتأييد لتشييد هذا الصرح الذي يعكس ما تشهده العلاقات التي تربط بين المملكة ومصر من تنسيق دائم ومستمر في جميع القضايا الدولية والإقليمية من قبل قيادتي البلدين. ونوه بمتانة العلاقات التي تربط بين المملكة ومصر وقيادتي البلدين، وقال "إن هذا أمر ليس بمستغرب منذ أن نشأت هذه العلاقات في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله -، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وما زالت تشهد هذه العلاقات اطرادا ونموا يوما بعد يوم، يقينا من القيادات المتعاقبة بأهمية هذه العلاقة وانعكاسها على وحدة الصف العربي". وأضاف "إن من حسن الطالع أن يجري إنجاز هذا المبنى الذي يجسد العلاقات الراسخة بين البلدين لخدمة المصالح المشتركة"، معبرا عن شكره وامتنانه لحكومة مصر وجميع المسؤولين على ما قدموه من تسهيلات لتشييد هذا المبنى". وفور وصول الفيصل إلى مقر السفارة، قام بمشاركة وزير الخارجية المصري بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقص الشريط إيذانا بالافتتاح. عقب ذلك بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وقال السفير قطان في كلمته "أحمل رسالة حب ووفاء من شعب مصر الشقيق لخادم الحرمين الشريفين على مواقفه التاريخية تجاه مصر، التي كانت تنطلق من حرصه على أمن واستقرار شعب مصر وعدم التدخل في شؤونها الداخلية". وبين أن المبنى جُهز بأحدث تقنيات العصر، مشيرا إلى أنه سيكون هناك ناد دبلوماسي جديد سيجري افتتاحه العام المقبل أمام السفارة، إضافة إلى القصر الثقافي في منطقة الجاردن سيتي ليكون منبرا للملتقيات الثقافية والفكرية والاجتماعية. بعد ذلك، ألقى مساعد وزير الخارجية الأمير خالد بن سعود، كلمة أكد فيها أن افتتاح هذا الصرح الذي يمثل أكبر مبنى بعثة دبلوماسية سعودية في العالم، يعبر عن جانب مما شهدته وتشهده العلاقات الأخوية التي تربط المملكة بمصر منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله - الذي حرص على بناء علاقات قوية مع مصر الشقيقة، إدراكا منه لأهميتها الاستراتيجية، مرورا بتوقيع معاهدة الصداقة بين البلدين الشقيقين عام 1926. واستعرض مواصفات المبنى الجديد للسفارة، مفيدا بأن مساحته تزيد على 40 ألف متر مربع، وبتكلفة تقدر بألفين ومئة دولار للمتر المربع الواحد، شاملة الأثاث وأحدث التجهيزات المكتبية والفنية والأمنية. وقال "إن المبنى الجديد يضم نحو 250 موظفا يقدمون وبكل يسر وسهولة، خدماتهم لنحو مليون حاج ومعتمر وزائر مصري سنويا، وحوالي المليونين من الأشقاء المصريين المقيمين في المملكة، إضافة إلى ما يزيد على المليون مواطن سعودي بين زائر ومقيم في مصر".