ما زالت لدينا الكثير من الأندية للأسف نظرتهم قاصرة ومحدودة باتجاه (الفئات السنية)، ولهذا دائما ما نجد ان هذه الفئات هي آخر اهتمامات الكثير من المسؤولين في الأندية. كيف تتطور الاندية وتتقدم والكثير من المسؤولين فيها يجهلون اهمية الفئات السنية ولا يعطونها الاهتمام الكبير، ولا يعرفون انها الركيزة الأساسية لتطور الكرة في النادي، فلا (مواصلات ولا تجهيزات ولا دعم مادي ولا ملاعب جيدة). من يشاهد حال الكثير من الأندية مع الفئات السنية يشعر بمستوى (الفكر العقيم) القائم بالأندية، ومن هذا الفكر ماتت الكثير من المواهب وستموت غيرها اذا استمر الحال كما هو. لا نجهل ان الفريق الأول هو واجهة اي ناد، ويجب ان يتم التركيز والصرف عليه اكثر، ولكن هذا لا يعني ان يتم تجاهل الفئات السنية وعدم تخصيص لهم برامج وميزانيات تضمن نجاح العمل بالمستقبل. اغلب من يعملون بالفئات السنية لا يطالبون انديتهم ان يتم الصرف عليهم كما يتم الصرف على الفريق الأول، فهم فقط يطالبون ان تقدم لهم ادوات نجاحهم، وهي ابسط حقوقهم ويريدون ان يشعروا انهم يعملون في ناد. البعض من هذه الفئات في الأندية يتدربون لأشهر في ملعب معزول، ولا تجد من يمر عليهم من مسؤولي النادي، ولو حتى مرور الكرام، وكلما طلبوا شيئا تم تأجيله او رفضه، ولهذا فهم يشعرون في كثير من الأوقات انهم في ناد والفريق الاول في ناد آخر. والسؤال الذي يتكرر: لماذا لا تخصص الاندية ميزانية لكل فريق من الفئات السنية قبل الموسم؟ والإجابة سهلة جدا؛ لأن العمل في الكثير من الأندية يكون بشكل عشوائي ومن دون تخطيط وتنظيم، ولهذا من الصعب جدا ان تتقدم وتتطور هذه الأندية. تصرف الأندية في كل موسم مبالغ كبيرة لشراء لاعبين من خارج النادي، ولو فكروا وضخوا جزءا من هذه المبالغ للفئات السنية بالنادي لقدموا لهم اكثر من لاعب جيد، ولكن من يسمع ويفهم. الجميل ان مدربي الفئات السنية في أوروبا عقودهم دائما ما تكون عالية وكبيرة، لأنهم يدربون اصعب فئة والغريب ان في انديتنا مدربي الفئات السنية يستلمون اقل الرواتب ولا تدفع لهم شهريا. أخيرا.. قدر العاملين بالفئات السنية بالأندية انهم مظلومون ويعملون مع عقول مبرمجة على الفريق الاول، وهذه العقول بحاجة لفورمات. مقالة للكاتب سمير هلال عن جريدة اليوم