قال رجل الأعمال الشيخ صالح كامل، رئيس اتحاد البنوك الإسلامية واتحاد الغرف التجارية الإسلامية، إن دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز لدعم مصر هي تسخير من الله لقادة وملوك في إنجاح ثورة 30 يونيو لإنقاذ ليس مصر فقط بل، والإسلام والمنطقة بأسرها. وأضاف في كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "مصر الطريق إلى المستقبل" الذي يهدف إلى تحديد الهوية الاقتصادية المستقبلية لمصر، مساء الأحد (7 سبتمبر 2014) في القاهرة إن مصر الحضارة والتاريخ والأصالة تحضن قوافل الخير ودعاة الإنماء والعمل التي توافدت إليها في أعقاب "ثورة مجيدة رائدة، لاحت تباشيرها مع الثلاثين من يونيو عزيزة خالدة". وأشار إلى أنه إلى جانب تسخير الله لإنجاح هذه الثورة أُباة من الشعب (المصري) وقواته المسلحة الباسلة فقد "سخر لها أيضًا ملوكًا وأمراء وقادة أوفياء في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، الملك الأمين عبد الله بن عبد العزيز رعاه الله، وأبناء زايد المخلصين وعلى رأسهم الشيخ خليفة وأخوه الشيخ محمد؛ ذلك أنهم وكغيرهم من الصادقين، يعرفون مصر، ويعرفون أهلها وأنهم في رباط الى يوم الدين. ويعرفون جندها كنانةَ الإسلام والمؤمنين. وصدق مؤسس المملكة العربية السعودية وموحدها الملك الإمام عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله حين قال: "إن مصر والمملكة العربية السعودية هما بحق جناحاً هذه الأمة". واعتبر كامل في المؤتمر الذي تنظمه دار مؤسسة "أخبار اليوم" الصحفية المصرية (حكومية) أن ثورة 30 يونيو أنقذ الله بها ليس مصر فقط، بل والإسلام والمنطقة بأسرها. وعن رؤيته كمستثمر يعمل منذ 40 عامًا في مصر قال الشيخ صالح كامل حول الهوية الاقتصادية الملائمة لمصر إنها تنطلق من "حسٍ إيماني بأن خالق الكون جل في علاه، حينما خلق الدنيا وضع لها منهاجاً إذا ما تم اتباعه سيكون فيه خير الدنيا والآخرة والتي لا يمكن فصلها عن الدنيا.. ولا يصح العكس أيضًا، ولقد تمثلتُ هذه الرؤيا في كل أديان السماء، والتي لا يتعارض صحيحها مع بعضها البعض فواضعها واحد ورافعها واحد". وتابع أن الطريق المناسب لا مصر لا هو أقصى اليمين ولا هو أقصى اليسار، وإنما هو الوسط الممدوح من الله "الذي جعلنا أمة وسطا"، مضيفًا أنه "ذلك أن الوسط يتسم بالعدل دائماً والعدل أساس الملك، وميزان الحكم، الذى لا ترجح له كفةٌ إلا بحقها.. وإلا فكل البرامج والسياسات الاقتصادية والمالية ستراوح مكانها، ويستشعر الناس الخطر. فقد جرب الناسُ الاشتراكية البشعة، وذاقوا ويلات الرأسمالية الجشعة ولا أظننى أستبق الأمور إذا ما تنبأتُ بأن الخيار في مصر لن يتعدى المنهج الوسطى". وفي هذا الصدد أكد أيضا أن هذا المنهج لا يتحدث فقط عن حقوق المواطن، وإنما أيضًا مسئولياته؛ فهو المستهدف بالتنمية، مشيدًا في ذلك بوعي الرئيس المصري بهذا الأمر، والمتمثل في حرصه خلال مخاطبة شعبه على توعيته بأن المعركة طويلة ومتعبةُ وتحتاج الى عمل الجميع معاً. وفيما يتعلق بمشاريع الوحدة الاقتصادية العربية أكد كامل أنها الأولى بالباحثين عن مصلحة المنطقة، مؤكدًا أنه لم يكن يومًا من دعاة الوحدة السياسية، وإنما من الحريصين على وحدة اقتصادية عربية وإسلامية شاملة "فيا ليتنا ركزنا منذ ذلك الحين على السوق الإسلامية التي دعا إليها الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله". ودعا الشيخ صالح كامل إلى مزيد من المؤتمرات الاقتصادية "الجسورة" مثل ذلك المؤتمر لبلورة رؤية استشرافية لبلد محوري مثل مصر، وهو ما يتطلب عمل عام كامل أو عامين وإقامة مجموعات عصف ذهني من مفكريها.