صحيفة المرصد: قال جورج ميتشل، المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط، إن حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيكون خطوة مهمة على سبيل الحد من التطرف في المنطقة وتسهيل مواجهة التنظيمات المتشددة مثل داعش، وأضاف أن القضية أكثر تعقيدا مما يراه البعض، إذ هناك صراعات تاريخية بين العرب والفرس وبين السنة والشيعة تعود لقرون. وردا على سؤال، في مقابلة مع CNN، حول المقاربة التي يمكن للبيت الأبيض أن يتبعها حيال تنظيم الدولة الإسلامية بما يزيد من مصداقية أمريكا ويسهل التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة قال ميتشل: "الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين محوري للغاية بحد ذاته. ولا أظن أن حله سيعالج كافة المشاكل في المنطقة، ولكنه سيوفر نقطة محورية أساسية تسمح بالسير قدما." ولفت ميتشل إلى وجود قضايا أخرى عالقة في المنطقة قائلا: "بالطبع هناك أيضا قضية القلق الذي ينتاب أغلب الأنظمة السنية الملكية في المنطقة حيال برنامج إيران النووي والخطر الذي يمثله عليهم، إلى جانب القلق حيال قوى التشدد الصاعدة بالمنطقة." وأضاف: "لكن هناك الكثير من التعقيدات في هذه القضية لأن تلك الجماعات المتشددة تحصل على الكثير من الدعم من قبل جهات داخل تلك الدول، غير أنني واثق بأن إنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيكون خطوة هامة للجانبين، فسيتمتع الإسرائيليون بالأمن والأمان، في حين ينال الفلسطينيون دولتهم، وهذا سيساهم في الحد من قوى التطرف." وحول خشيته من أن تتحول الأحداث الحالية بالمنطقة إلى كرة ثلج تتغذى عليها قوى التشدد رد ميتشل بالدعوة إلى وضع الأمور في سياقها التاريخي وتذكر الأحداث السابقة قائلا: "لا بد من وضع الأمر بسياقه التاريخي كما فعلت أنا في مقال لي مؤخرا، فالانقسام بين السنة والشيعة في الإسلام يعود إلى أيام الإسلام الأولى قبل 1400 سنة، ولم يتفجر قبل عقد أو عقدين فقط، بل منذ وقت طويل ومن خلال قوى متشابهة عبر التاريخ." وأضاف: "من الجدير بالانتباه أنه عام 1920 فجّر زعيم قبلي سنّي في شمال العراق ثورة ضد الإنجليز عبر قتل ضابط إنجليزي رفيع المستوى، واليوم حفيد هذا الرجل هو أحد القادة في المواجهة مع داعش شمال العراق، وفي الفترة نفسها أيضا حدثت انتفاضة في جنوب العراق بقيادة زعيم قبلي شيعي، وحفيده اليوم هو مقتدى الصدر، زعيم أكبر تنظيم شيعي مسلح في العراق، وبالتالي فنحن أمام تاريخ طويل وأحداث مستمرة منذ سنوات بعيدة وعلينا إبقاء ذلك في ذهننا." ونبه ميتشل إلى وجود صراعات أخرى تاريخية في المنطقة، مثل الصراع بين العرب والفرس، مضيفا أن ذلك "عقد الأوضاع كثيرا ويضيّق الخيارات المتاحة" وتابع بالقول: "انظر إلى الوضع في سوريا الآن، نحن وكل حلفائنا في الغرب ضد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، وكلنا ضد داعش، وهي فصيل رئيسي في المواجهة مع الأسد، ولكننا سنتحرك لمواجهة داعش لأنه الخطر الأكبر حاليا." وحول الدول المرشحة للانضمام إلى التحالف بوجه داعش وما يمكن للبيت الأبيض أن يطلبه منها رد ميتشل بالقول: "أظن أننا نريد مشاركة بريطانيا وفرنسا، كما نرغب بالحصول على معلومات استخبارية من حلفائنا في المنطقة، وكذلك على مساعدات لوجستية منهم، الكثير منهم لديه قوات عسكرية قادرة على المساهمة على شكل وحدات للعمليات الخاصة أو الدعم الجوي، ويمكن أن يتم ذلك بطريقة مشابهة لما جرى في ليبيا قبل أكثر من عامين." واستبعد حصول تدخل بري بالقول: "لا أظن أن أي دولة ستكون مستعدة لإرسال قوات برية، رغم إدراكي لصعوبة إنجاز المهمة دون العمل البري، علينا أيضا الدفع باتجاه قيام حكومة عراقية واسعة التمثيل، فالمشكلة الأساسية في المنطقة تتعلق بعدم وجود إرث من تقاسم السلطة، نحن نقول للناس أن الانتخابات تصنع الديمقراطية، وفي الواقع فإن الانتخابات هي خطوة أساسية على طريق الديمقراطية، ولكن لا بد من تقاسم للسلطة بحيث يشعر كل شخص بأنه يشارك في إدارة البلاد." CNN