×
محافظة المنطقة الشرقية

الاعتزال والإصابات تحرجان مدرب «المانشافت»

صورة الخبر

حين تتضخم المؤشرات المالية وتصبح الأسهم غير منطقية أو مقبولة استثماريا، والجمهور يربح بالسوق، وتقدم النصح لهم؟ فكأنك تصبح هنا من يسير عكس التيار وقد تكون حاسداً أو كارهاً وكل تهمة قد تصطدم بها، وهذا طبيعي فكأنك "بتصوره" تمنع الربح أو الخير لهم، ولكن هنا الأسواق لا ترحم، فهي تصحح نفسها بنفسها، ويعتقد الكثير من متعاملي السوق لدينا، أن الخسارة لها مسبب وأسباب كثيرة، وبالطبع هو لا يلوم نفسه أو يقول أنا السبب؟ فإما الاتهام يطال مؤسسة النقد "سابقا" أو هيئة السوق المالية "حاليا" أو وزارة المالية، أو الهوامير، أو المحللين وغيرهم، رغم أن فترة الأرباح كل هؤلاء موجودون فمن السبب إذاً؟ أتذكر عام 2005 نشرت تقريراً "كما أشرت بالأمس" بجريدة الاقتصادية في 24 سبتمبر 2005، وحذرت من تضخم الأسعار، وكتبت عن مثال 12 شركة سميتها وقتها، وكنت سابقا والمؤشر أقل من 5000 نقطة أتوقع أن يواصل لمستويات 10 و 15 و20 ألفا وأكثر، وهذا معطيات كانت تبدأ على أساس استثماري، ثم تحول السوق لمضاربة حين تجاوزت كل الأسهم قيمها المستحقة الاستثمارية، وأصبحت خارج السيطرة سعريا، فالمبررات لارتفاع السوق موجودة وهي السيولة والزخم والضخ العالي والتفائل والأرباح العالية السريعة كلها عوامل تدعم السوق بلا توقف، ولكن إلى اين؟ لا بد من تصحيح فأين يتجه ويتوقف السوق؟ هذه سنة حياة كل شيء له نهاية، وحين خرج السوق عن السيطرة السعرية بالمضاربات، صدر قرار هيئة سوق المال في شهر فبراير 2005 وطبق في 25 من فبراير، ومن أول يوم تداول وهو السبت بدأ السوق بالتراجع إلى ما وصل إليه من انهيار. تدخّل الهيئة بهذا الإجراء وتعديل نسبة التذبذب عكسها أول يوم تداول، وبدأ معها التراجع، ماذا لو لم يصدر قرار هيئة سوق المال الذي "قتل" كل تحليل وقراءة؟! هل سيتوقف المؤشر عن الارتفاع؟! لا أحد يدري ولكن المؤشرات كانت صاعدة وقوية بقوة التداولات اليومية، ولكن في النهاية لا بد من تصحيح. صدم الجمهور بالتراجع للسوق وهو متوقع ولكن قرار هيئة سوق المال 24 فبراير وطبق في 26 فبراير سرّع بتصحيح السوق ووصل إلى ما وصل له. الجمهور لم يستوعب كل ذلك، فالأرباح اليومية تحولت خسائر فادحة، لا أحد يسأل هل الأسعار مستحقة أو قريبة مما تستحق سواء مضاربة أو استثمار؟! طوفان لا يمكن وقتها تقبل رأي ونصيحة، ولكن التجربة وخوضها هي المعلم الأول أحيانا، فالعاطفة حين تسيطر بقوة وتغيب الموضوعية والعقلانية تكون النتائج السيئة كبيرة كما حدث بسوق الأسهم، والناس لا تتذكر الربح ولكن تفتش عن الخسارة ومن تسبب بها، رغم أن الحالتين المسؤول هو الشخص نفسه، لا هيئة ولا جهات حكومية ولا محللين إلا بنطاق ضيق جداً، كان يفترض تقنين التمويل البنكي وطرح مزيد من الشركات لامتصاص السيولة، ومراقبة أشد على المضاربين، فالمضاربة مهمه مطلوبة ولكن بحدود عدم الضرر بالسوق وفقد الثقة به، توازنات مهمة تحتاجها الأسواق والمتعاملون؛ يغيبها "قد" الجشع والطمع.