الجبهة الداخلية قوة في الحروب وفي السلم وإحقاق للحق وردع للظلم لأنها تعني تماسك المجتمع وتعاضده وصبره على الشدائد وتحمله للكوارث والأحداث بكل عزيمة وإخلاص والتفاف حول القيادة، لأن في ذلك معنى السيادة، والريادة، وتحقيق أقصى درجات السعادة. وعلى مر العصور عانت كثير من الدول من الانهيار. والاندحار والعجز عن الانتصار، ودخلها الأعداء بعدما عرفوا أن الجبهة الداخليه لا تقدر قيمة الأمن والاستقرار ولا تحترم مكانة الوطن وقيمته، وهيبته، ومكتسباته، ولا حتى منجزاته. لقد مر على بلادنا الكثير من الأزمات، وصبرنا، وانتصرنا، وللمعتدي دحرنا، لأننا في مملكة الإنسانية نمثل الخير ولا نقر الشر. إن العالم بأسره يشهد على مكانة هذه البلاد ومكانة شعبها الأبي لأن من ولاه الله أمر هذا الوطن يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وهذا هو الانتصار الحقيقي، إن أهمية تماسك الجبهه الداخلية يؤمن للجنود المرابطين على الحدود الراحة والاطمئنان لأنهم يعرفون أن أولادهم وبناتهم ومحارمهم مشمولين برعاية واهتمام المجتمع ولن يتعرض لهم أحد بسوء وسيتم تأمين حاجاتهم اليومية، كما أن من يعيشون في داخل المدن يؤمنون أن هناك رجالاً يدافعون عنهم ويحرسون حدود الوطن ويسهرون على أمنه واستقراره أنهم جنود الوطن وعيونه الساهرة الذين من واجبهم حماية مقدسات ومكتسبات وحدود الوطن وردع كل من يحاول النيل من كرامته وقدسيته، وهم يؤدون هذا الدور كواجب مقدس، ورغم هذا فإنه من حقهم على الأمة أن يقدروا ذلك الدور العظيم للجندي في رفع مستوى معيشته والقضاء على كل المعوقات التي تعترض طريقه وتذليل كل الصعاب ومن بينها تسديد الديون التي أثقلت كاهل الكثير من أبناء القطاعات العسكريه وهذا يساعد بأن تعيش أسرته بخير ورفاهية وعز وشموخ لأنه يمثل الشموخ. إن ذلك لن يتأتى إلا بالوقوف صفاً واحداً ويداً واحدة حكومة ومسؤولين ومن عامة الشعب وكل في مجال عمله للوقوف مع الجندي وتشجيعه ودعمه وعدم تركه يصارع تقلبات الزمن وظروفه، إن من الواجب على الجميع التحرك في هذا المجال وليس عيباً أن يكون لرجال الأعمال دور في ذلك لأننا من وطن واحد ولأن أعمال الخير التي يؤديها كل فرد من أفراد المجتمع تمثل المصلحة العامة التي تعني الرقي والعيش الكريم. إن دول العالم بأسره تعتمد على رجالها من العسكريين وعلى قوة وتماسك الجبهة الداخلية التي لا ينتصر شعب إلا بصمودها وإخلاصها على أن تكون بيئة حاضنة للخير طاردة للشر وأهله.