×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / دورة " تحليل الشخصية من خلال الخط والتوقيع " بغرفة حفر الباطن

صورة الخبر

تعودت دائماً عندما أكتب عن أبناء وطني، الشعور بالسعادة والزهو لما أجدهم فيه من الوحدة والوفاق على هدف واحد، وهو العمل من أجل مصلحة هذا الوطن الحبيب والسعي لرفعته وارتقائه، وكم أشدت بمواقفهم المشرفة التي وقفوا فيها صفاً واحداً على قلب رجل واحد، للدفاع عن وطنهم الغالي ضد كل من تسول له نفسه النيل من سلامته ووحدة أراضيه. بدا في الآونة الأخيرة وبشكل واضح على صفحات تويتر، خـلاف بين مغردي الوطن الواحد ، تقلصت معه التغريدات الوطنية وأخذ البعض مساراً آخر لكسب زعامة التغريد، بالتهجم والسب والتطاول على إخوانهم وأخواتهم من المغردين، حتى تكونت أحزاب وفرق لا داعي لوجودها، وصار معظم المغردين يكيلون لبعضهم الاتهامات التي وصلت إلى حد التخوين، وأكثرها اتهامات شخصية وليست وطنية. ولكن لا بد أن يعلم المغردون أننا لم نقتحم عالم تويتر مجبرين، ولكننا تواجدنا فيه طوعاً وحباً لهدف سامٍ كبير، ألا وهو حب الوطن والتغريد لأجله والدفاع عنه، وليس الدخول في مهاترات رخيصة لا تغني ولا تسمن من جوع! وأن الإنسان الذي يسكن في وطن عزيز ، يجب أن يكون على قدر هذا الوطن فتعلو همته وترتقي تطلعاته، ويكون تنافسه مع الآخرين على شيء ذي قيمة يتطلع إليه، فيرتقي معه أسلوبه ويسمو به وبمستقبله، ساعتها يصبح قادراً على مناظرة الآخرين بكل احترام، ويخرج منتصراً لأجل وطنه وليس لأجل نفسه. أما إذا جعل رغباته ونزواته وخلافاته الضيقة مع الآخرين هي التي تحكمه، فستنحدر به إلى الهاوية؛ فتسوء معها أخلاقه ويبتذل معها أسلوبه. ويجب أن لا يكون فينا إمَّعة، منساقا خلف الآخرين يوجهونه إلى حيث أرادوا هم، ولكن عليه أن يكون صاحب شخصية مميزة وعقلية راجحة وقدرة على التمييز والنقد؛ حتى لا يصبح أداة طيعة سهلة في أيدي الماكرين ومروجي الفتن، ساعتها يصبح معول هدم بدلاً من أن يكون معول بناء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا إمَّعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، و إن أساؤوا أسأنا، و لكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا (أن تحسنوا)، و إن أساؤوا أن لا تظلموا".