فشلت الدولة الفارسيّة في مد الجسور مع الشعوب غير الفارسيّة، لعنصريّتها ولنزعتها التوسعيّة. وسواء كانت المجموعة الحاكمة في طهران إصلاحيّة بالاسم كحكومة «خاتمي» أو معتدلة في الظاهر برئاسة «روحاني»، فسلوكيّات الدولة الفارسيّة تؤكد تمسّك قادة إيران بالخداع والتلوّن، خدمة للمشروع الفارسي التوسّعي. وبعد مجيء «روحاني» وتبنّيه شعار الاعتدال، وقع الاختيار على «علي شمخاني» وزير الدفاع وقائد القوّات البحريّة الأسبق وأحد أبرز مؤسّسي الحرس الثوري، رئيساً لمجلس الأمن القومي الإيراني بعد سلب غالبيّة الصلاحيّات من هذا المجلس وتسليمها لوزارة الخارجيّة، وأهمّها الملف النووي. ورغم انحدار «شمخاني» من الأحواز المحتلّة، إلا أن الأحواز قد أعلنت براءتها منه بالكامل، خاصّة بعد أن انهالت عليه أحذية المنتفضين الأحوازيّين عام 2005 حين أرسلته طهران لتهدئة الأوضاع في الأحواز المنتفضة في وجه الاحتلال الأجنبي الفارسي آنذاك. فجرّ «شمخاني» أذيال الخيبة عائداً لطهران التي جرّدته من هويّته العربيّة فحوّلته إلى مجرّد عميل لها. وستسعى طهران إلى استخدام ورقة «شمخاني» المحروقة للتقارب مع الدول العربيّة، بينما المسافة تبدو كبيرة جداً بين الأخير وبين العرب. فإذا كان «شمخاني» عاجزاً عن تقريب المسافات بينه وبين أهله الذين تبرؤوا منه نظراً لتساقطه وارتمائه في أحضان قاتلهم، فكيف له الاقتراب من بقيّة العرب! واقع الحال يؤكّد أن عواطف الأحوازيّين وعقولهم مشدودة إلى الوطن العربي وليس للمتربّصين بهذا الوطن، حتى وإن استخدموا المتنكّر لأصله العربي.