كلما تحدثنا عن المخاطر التي تحيط بنا، وكلما تحدثنا عن الفكر المغلوط الذي بات يهدد أبناءنا، وكلما تحدثنا عن كيف يمكن لنا أن نتصدى لكل ذلك برزت أمامنا، وبكل وضوح، كلمة (الأمن). الأمن بمعناه الشامل مظلة تقينا، بعون الله، من كل شر يراد بهذه البلاد وأبنائها. هناك أمن فكري، وهناك أمن بقوة السلاح ويدخل في هذا أمن الحدود وحمايتها من كل متسلل أو عدو غادر يحاول الدخول بطريقة غير مشروعة لينشر الخوف والوجل. ماذا فعلنا لترسيخ هذا الأمن بمعناه الشامل، وكيف بحمد الله تمكنا من الحفاظ على بلادنا وشعبنا بدرجة كبيرة وأبعدناهم عن الشرور والمخاطر. إنها قصة نجاح لا يجب أن نقف عندها ونقول: (كفانا). إن الظروف الراهنة تحتم علينا في كل قطاعاتنا أن نستمر في الجهد والعطاء في معركة التحدي وتحقيق الأمن. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حذّر وتوعد كل من يحاول زعزعة الأمن بأننا سنكون له بالمرصاد، وتوعد وأنذر الآخرين في الداخل والخارج بخطر ما يجري وأن الظروف تستدعي سرعة التحرك وإدراك الأبعاد والمخاطر. رجال الأمن في مختلف قطاعاته يؤكدون في كل يوم استمرار مسيرة نجاحاتهم في التصدي والمتابعة والاستباقية لإفشال مخططات الإرهاب وعملياته. العلماء ورجال الفكر وحملة الأقلام لا يفتأون يُعْملون فكرهم وأقلامهم في تعرية الفكر الضال وبيان أساليبه، وبين يوم وآخر يتحدث سماحة المفتي، وأعضاء هيئة كبار العلماء، وخطباء المساجد كاشفين الستر عن كل أساليب الزيغ والتضليل يساندهم في ذلك كُتّاب عقلاء أدركوا حجم الخطر وأعملوا أقلامهم في شرح الأبعاد الفكرية والسياسية للحركات والتنظيمات الضالة وأنصارها وما يسعون إليه من هدم وتخريب في كل مكان يتواجدون فيه. سمو الأمير خالد الفيصل في عامه الأول في التعليم، وهو المثقف الممارس، يدرك تماما أهمية حماية شبابنا ورجال المستقبل وضرورة تحصينهم ضد كل فكر ضال، وها نحن نجده في عامه الأول يضع التنظيمات ويوجه التعاميم ويمنع كل نشاط غير منظم ومصرح له. وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي امتلأت جنباتها بالمشاهد والأخبار والبرامج التحليلية الهادفة إلى التوجيه ورفع درجة الوعي لدى جمهور المتلقين والمستخدمين. في ضوء هذه الصحوة والحذر والتأهب تبقى المسؤولية ملقاة على كاهل كل فرد منا ليقوم بدوره المطلوب ويستشعر حجم الخطر ويقف مع الحق ضد الباطل، ومتى ما تم ذلك بروح وطنية وحماس تأكد لنا أن حائط الصد قوي لا يمكن اختراقه، بإذن الله، ونعمنا بما أفاء الله به علينا في بلدنا من أمن، وهي نعمة جاء ذكرها في القرآن الكريم متقدمة على نعمة الرزق. يقول تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات..) البقرة 126.