×
محافظة المدينة المنورة

الانتهاء من إنشاءات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد مطلع 2015

صورة الخبر

حقق الإرهاب إنجازات مؤثرة في تشويه الإسلام. حمل الإرهاب راية الإسلام وعمل على تدمير مبادئ هذا الدين العظيم من خلال أبشع أنواع الممارسات. رفع الإرهاب شعارات خادعة تغطي فكرا متطرفا غير قادر على التواصل الانساني الا من خلال العنف والقتل والتدمير والاختطاف. سلاحنا في مقاومة هذا الخطر هو قوة الجبهة الداخلية في إطار وحدة وطنية صامدة متجددة. هذه المقاومة هي فكرية وقائية، الى جانب المقاومة الأمنية. الإرهاب خطر يهددنا ويهدد غيرنا، هو موجود في كل مكان، محاربته داخليا مهمة ولكنها لا تكتمل الا بالتعاون الدولي والتنسيق والالتزام باتفاقيات ومعاهدات تنطلق من مفاهيم مشتركة نحو محاربة الإرهاب مهما كانت شعاراته وأهدافه وانتماءاته. على صعيد الجبهة الداخلية حاجة واضحة الى أن نقف أما المرآة ونراجع قضايانا الفكرية والثقافية وأساليبنا المتبعة في هذا المجال ونخضعها للتقييم والتقويم بما يخدم ثوابت الوطن واستراتيجياته وخططه التنموية ورسالته الإنسانية ومكانته العالمية. وحدتنا الوطنية راسخة وهذا لا يمنع من التعزيز والمزيد من الخطط والبرامج والأنشطة التي تحافظ على هذه الوحدة وتصونها وتزيدها قوة وتماسكا حتى لا يوجد فيها ثغرة لمن له أهداف خاصة تتعارض مع أهداف الوطن. على الصعيد الدولي نجح الإرهاب مع الأسف في تشويه الإسلام، وتشويه سمعة المملكة؛ الأمر الذي يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة على نطاق عالمي. وسوف نستطيع القيام بهذه المسؤولية انطلاقا من الخطوة الأولى وهي الجبهة الداخلية التي تحمل رسالة واحدة وتعمل من أجل أهداف مشتركة. انطلاقا من هذه الجبهة سوف نخاطب العالم بلغة واحدة وسوف نتصارح مع أنفسنا ونعترف بالأخطاء والمشكلات ونعمل على حلها، وسوف نكون بعد ذلك أكثر قدرة وتأثيرا في محاربة الإرهاب من خلال التعاون الدولي. رسالتنا هي نشر قيم الإسلام الحقيقية ومحاربة فكر المنظمات الإرهابية، ومد الجسور الإنسانية مع الجميع، وإنقاذ الأبرياء، وتعزيز ثقافة الحوار. هذا يتطلب تفعيل اعلامنا الخارجي وتطوير أساليبه ودعمه بالكفاءات التي تملك مهارات الاتصال، والثقافة بمفهومها الواسع في بعدها الإنساني. الحوار مع الآخر ليس بديلا عن الحوار مع الذات وتقييم الواقع، وتطوير أساليب الحوار والاصلاح والتعليم بهدف تعزيز الايجابيات والانجازات والتوجهات التي ترتقي بالوطن في سلم التقدم كما يهدف التقييم الى إيقاف السلبيات والمخاطر مثل الفكر المتطرف وزرع الفتن واطلاق الشائعات والتعاون مع أعداء الوطن، ومخالفة الأنظمة والسياسات المعتمدة، ومشاريع التطوير. لقد أصبح الإرهاب ظاهرة دولية، والمملكة عانت وتعاني من هذا الوباء، وساعدت وتساعد في مكافحته بشتى الوسائل ومنها دعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب. ولن تستطيع أي دولة لوحدها التصدي للإرهاب، كما لن تستطيع أن تساهم بفعالية في مكافحته بدون جبهة داخلية قوية تجفف منابع الإرهاب الفكرية والمالية، وتعمل على حل المشكلة من جذورها.