نحن في الباحة ليس لدينا من المعالم سوى مطار أنشئ قبل أربعين سنة، ومعلم آخر لا يزال يُبنى وهو: جامعة الباحة، ليست ثمة مشاريع رأسمالية كبيرة سواهما منذ الطفرتين الأولى التي جاءنا فيها المطار والطفرة الثانية في عهد الملك عبدالله التي جاءت بالجامعة، وكلٌّ يعرف في المنطقة أن المطار احتاج إلى وقت طويل للبحث له عن مكان في جبال الباحة، التي تتمركز في سفوحها الكثافة السكانية ولم توجد بقعة تستوعبه، فوضع في محافظة العقيق التي توجد فيها أراض منبسطة، نفس المحاولة تمت لجامعة الباحة فبحث لها عن مكان في السراة، التي يوجد فيها الغالبية ابتداء من المندق حتى بلجرشي، فلم توجد مساحة تستوعب المدينة الجامعية، فكان الخيار نفس ما تم للمطار إذ وضعوها في محافظة العقيق. الملك حفظه الله عندما أمر بسرعة تنفيذ ملاعب المستقبل، وأوكل المهمة لأرامكو، استقبل الأهالي بالفرحة خبر هذا المشروع، الذي يعتبر المعلم «رقم 3» في منطقتهم، وصاروا يلهثون خلف المعلومة أين سيكون، وبدأت رحلة البحث كما حدث في مشروع المطار والجامعة، اللجان تمشط الجبال وتبحث عن مساحات تستوعب مليون متر مربع، أرامكو تصل طائرتها الخاصة وتنضم للباحثين عن أرض في الجبال، مازالت أرامكو حتى إعداد هذا المقال تنقب عن ملعب الباحة كما تنقب عن البترول، وكل التوقعات تشير إلى أن المكان المناسب هو في محافظة العقيق التي استوعبت الجامعة والمطار وتوجد بها أرض المالية وأرض ميدان الفروسية وأرض وزارة الدفاع، التي تقدر مساحاتها المنبسطة بأكثر من 70 كم مربع. أرامكو أعتقد أنها ستجازف بسمعتها إذا استمرت في التنقيب عن الملعب في سفوح الجبال، والمخططون وأصحاب القرار بالباحة أحسب أنه حان الوقت للبحث عن الباحة الجديدة السهلة المنبسطة، وترك الجبال للسياحة والمنتجعات والفنادق ومدن الألعاب والمتنزهات.