بقلم رئيس التحرير : صالح جعري هل الهيئة كالطب والتعليم ؟! خطأ يتلوه خطأ وعنجهية يعقبها ندم ، يستغفر المذنب فيذنب الصالح ، ونعامل الكل بالقسوة ونطالبهم باللين . حادثة رجال الهيئة مع المقيم البريطاني حادثة عابرة ضخمها الإعلام وتناقلتها الأوساط . والكل أتفق على تحديد المخطئ ، والجميع أشاد بسرعة اتخاذ الإجراء ونوعيته باستثناء أولئك الذين يصطادون في الوحل . فخرجوا مطالبين بحل جهاز الهيئة مغمضين أعينهم عن كل منجزاته وحسناته . ولعل قضايا الابتزاز وحدها وتعاملهم معها وتخليص الكثير من الشباب والشابات من براثنها كافية للإشادة بهم والدعو للوقوف معهم والذود عنهم ، ناهيك عن قضايا السحر والشعوذة والتحرش والمخدرات . ووقوع أحدهم أو بعضهم في خطأ لا يبرر المطالبة بنفيهم وحل مؤسستهم الفاضلة فلو أخطأ طبيب لا يعني ذلك حل وزارة الصحة وإقفال المستشفيات ، ولو زل معلم لا يجب قفل المدارس وتسريح المربين . ولعل سمة التدين في رجال الهيئة هي مطلب ملح وشرط من شروط رجاله فنحن مجتمع يثق بصاحب الدين ويكن له احتراما وتقديرا ومودة . ووجود هذا الجهاز أمر ضروري فكثير من شبابنا وبناتنا دأبوا على التقليد الأعمى لكل ما يأتيهم من الخارج ولو تركوا على حرياتهم لانتشرت مظاهر الأيمو وللبس الشباب سلاسل عبدة الشيطان وحلقاتهم تقليدا أعمى دون بصيرة . ولو غابت الهيئة لعجت الأسواق بالتبرج والسفور فنحن مجتمع مقلد ومحب للمباهاة يفتقد الوعي ويعشق المغامرة . لذلك وجب أن يكون هناك جهاز يحمل الصفة الرسمية والدينية ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر . فقط يحتاج هذا الجهاز لكثافة تدريب وحسن اختيار ليكون ذا أثر مقبول في أوساط المجتمع يعز به الدين ويقوى به الوطن . آمل ألا يصبح المحتسب كالمعلم والطبيب ننظر إلى زلته النادرة ونتجاهل كثير حسناته .