الإعلام ومطلب توصيف المحاذير بقلم الكاتب والصحفى / د. محمد سالم الغامدى ونحن نعيش عصر الانفتاح العالمي على كافة الأصعدة الحياتية وما يحمله ذلك الانفتاح من مطالب ومحاذير أصبح من الثابت بل المستوجب علينا أن نساير ذلك الانفتاح من حيث سبل التفاعل الإيجابي مع معطياته وهذا لايتم الا في ظل الإلمام بثقافة تلك العولمة التي نعيشها وإدراك كافة المخاطر الملموسة والمتوقعة التي تحيط بمجتمعنا وبإمكانها إحداث الخلل في نسيجه الاجتماعي والسياسي والقيمي والاقتصادي ومن حيث الاندماج الايجابي في خضم تلك العولمة التي أصبحت واقعاً لابد وأن يلمسنا ونلمسه كل يوم وحتى يتم ذلك يستوجب على كافة مؤسساتنا الإعلامية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية أن تضع في اعتبار سياستها المستقبلية القريبة المدى والمتوسطة والبعيدة أمر ذلك الانفتاح كي تحقق النجاح المأمول في مسايرته والاندماج فيه دون المساس بثوابتنا المعروفة التي لا يمكن أن نفرط فيها ونتنازل عنها وبما أن مؤسستنا الإعلامية تقع في مقدمة تلك المؤسسات كونها تعد البوابة الرئيسة لاستقبال مخرجات تلك العولمة وكونها أيضا الواجهة الرئيسة والمرآة التي تعكس الصور التي يعيشها الوطن والمواطن في الداخل وانطلاقاً من هذا الأمر أرى أن من المستوجب على مؤسساتنا الاعلامية أن تعيد النظر في الكثير من أساليبها في كافة أجهزتها الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة والمكتوبة وأن تعيد النظر في أساليب خطابها وأساليب معالجتها لكافة القضايا الداخلية والخارجية بما يتناسب وطبيعة ذلك الانفتاح ومطلب المحافظة على لحمتنا الوطنية وثوابتنا التي نتفق عليها جميعا فالتحديث المستمر في مسايرة ذلك الانفتاح يكفل لها الكثير من القبول عند المتلقي وخاصة في ظل معطيات الإعلام الجديد الذي أصبح في متناول كل فرد على وجه البسيطة إن رغب ذلك وأصبح الوصول الى المعلومة الموثقة يتم في ثوان معدودة وفي ظل ذلك الزخم الاعلامي للقنوات الفضائية التي أصبحت تملأ سماء الأرض والوصول اليها في متناول كل فرد . وبلاشك أن مؤسساتنا الاعلامية تدرك ذلك الأمر إدراكاً جيداً ونتمنى أن تحقق المنشود من متطلبات الوصول الى العالم الأول الذي تنشده قيادتنا رعاها الله وتنادي بمسايرة ذلك الواقع الجديد في كل محفل ومناسبة وطنية أو اجتماعية وقد تكررذلك المطلب من قبل خادم الحرمين الشريفين رعاه الله ومن قبل الكثير من القادة في حكومتنا الرشيدة ولاشك بان أفضل السبل لتحقيق التوازن بين مطلب الأمن والاستقرار الداخلي لوطننا الحبيب وبين المسايرة المتزنة الواعية لواقع العولمة الإعلامية التي نعيشها في هذا العصر تستوجب المزيد من التثقيف في أجهزتنا الإعلامية بمختلف اتجاهاتها وفق منظومة من الضوابط المنفتحة على العالم والمسايرة لمخرجاته وهذا بالتأكيد أمر لا يتحقق الا بتوصيف شامل ودقيق لكافة المحاذير الاعلامية التي يستوجب على متعاطي الإعلام ان يتعاملوا معها بانضباطية تامة تحقق مطلب التوازن المنشود وان لايترك الأمر مشاع التفسير . ويقيني أن ذلك التعامل العقلاني المنضبط سوف يحقق لنا المزيد من القوة لثوابتنا بالاضافة الى المســـايرة المنضبطة لتلك العولمة التي أصبحت واقعاً لابد منه في كل منحى من مناحي حياتنا .. والله من وراء القصد .