يجب الاعتراف أن الثقافة السائدة في العالم الإسلامي توحي كما لو أنه لا حساب ولا عقاب أخرويا على ظلم الرجل وتعنيفه للأنثى والذي لو تصرف بمثله تجاه ذكر لكان شعوره أنه محاسب ومعاقب عليه أخرويا، وتبعا لهذه الثقافة السائدة تتعرض الأنثى لمظالم منهجية لا تنصرها فيها حتى الجهات التي يفترض أن تنصرها كالأمن والقضاء، لكن هل لتلك الثقافة أساس في الإسلام؟ قال النبي: (اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة). (إذا كانت عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط). (المفلس.. يأتي يوم القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه، فإن فنِيت.. أخذ من خطاياهم فطرِحت عليه ثم طرِح في النار ). وبما أن العبرة بعموم اللفظ «وضرب هذا» تشمل الإناث. أما عن الكلمة الوحيدة في القرآن التي يتم التذرع بها (واضربوهن) فللأسف لا يعرف غالب المسلمين أن لها تفسيرا آخر لا يعني الضرب المادي كما قال بذلك عدد من العلماء المعاصرين مثل د.عبدالحميد أبو سليمان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ألف كتاب «ضرب المرأة وسيلة لحل الخلافات الزوجية!» ذهب فيه لتفسير الضرب بمعنى «ترك البيت» وليس الضرب الجسدي، مستدلا بأن مصطلح الضرب في القرآن هو بمعنى العزل والإبعاد (فضرب بينهم بسور ) (أفنضرب عنكم الذكر صفحا) واستدل بسنة النبي باعتزال زوجاته لشهر وعدم ضربهن، وهو التفسير الذي رجحته أيضا د.سهيلة زين العابدين عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وهو التفسير الذي اعتمدته الترجمة الإنجليزية الأمريكية للقرآن لـ «واضربوهن» وهو «امضِ بعيدا». ومن أنواع العنف ضد الإناث تزوج الطفلات.. ففي اليمن حسب تقرير رسمي تحدث يوميا 8 حالات وفاة لطفلات بسبب الزواج، ولا يشعر من قتلوا الطفلة بشهوتهم أنهم محاسبون ومعاقبون أخرويا عليها، بينما لو تسبب رجل بقتل طفل ذكرا لما شك بأنه محاسب ومعاقب عليه أخرويا.