ينقطع التيار الكهربائي دون استئذان، وتصحو على عرقٍ يتصبب وقد توقفت رئة المكيف عن الزفير، أو ينقطع وأنت لم تحفظ ملفاتك بعدما تعبت في كتابتها على برنامج الوورد أو صممتها على الفوتوشوب أو أنجزتها على إكسل، وقد يخذلك قبل اقتناص فرصة بيع أو شراء في سوق الأسهم، أو إنجاز معاملة حكومية، ولا يستأذنكِ الانقطاع وأنتِ تتهيئين لإنجاز كعكة تعبتِ في تجهيزها في الفرن الكهربائي، ولا يأبه بمقتنياتك التي قد تتعفن قبل عودة الحياة إلى الثلاجة، وقد ينقطع التيار وأنتِ لا تدرين أين وضعت الشموع أو مصباح الشحن الكهربائي بعد الانقطاع السابق، فتحتارين أتهدئين روع أبنائك الصارخين من رعب الظلام، أم تبحثين عنها في حيرة مريرة يعرفنها الأمهات. يقوم الأب مباشرة إلى نافذة المنزل لاستطلاع الانقطاع أهو عامٌ على كامل الحي، أم على منزله فقط، رغم يقينه بانتظامه في السداد، لكنه يخشى أن قارئ العداد أخطأ كما يشاع عنهم، فيهاتف طوارئ الكهرباء، ليجد جيرانه قد أشغلوا الخط 933باستفساراتهم عن سبب الانقطاع، ويظل يحاول حتى يصل، وتظل إجابة موظف الكهرباء تقريبية لا يقين فيها ساعتين وتشتغل إن شاء الله وتتضاعف الساعتين مثنى وثلاث ورباع، والهواتف تئن تحت ضغط أنامل الاستفسار، حتى تدوي صرخة الأطفال فرحا بعودة الحياة إلى بيتهم، وأترك لخيالاتكم قراءة واقع الأسر التي ترعى مرضى يعتمدون على أجهزة طبية تعمل بالكهرباء، وأترك أيضا لخبرتكم حال المحلات التجارية بأشكالها المختلفة ومحطات الوقود والصيدليات التي تتضرر كثيرا من انقطاعات التيار المفاجئة. لسنا مجتمعا بدائيا ولله الحمد، بل نمتلك أعلى التقنيات المتوفرة في العالم، ونستطيع امتلاك ما لم يصلنا منها بأيسر السبل في ظل الوضع الاقتصادي الممتاز للدولة حسب تصريحات الاقتصاديين من داخل الوطن وخارجه، ولكيلا يتوهم القارئ تقنية ناسا فالتقنية المقصودة هنا هي تقنية رسائل sms لا أكثر، فهل هذه التقنية موجودة لدينا فعلا؟ الإجابة البدهية نعم إلا في عرف شركة الكهرباء السعودية العملاقة، التي لم تلتفت بعد إلى راحة المشترك، ولم تشعر بمعاناة الناس في حالات الانقطاع المتكررة فتكون سباقة إلى ما يعزز احترامها لمشتركيها، فمادامت الشركة قد وفرت رسائل sms مجانية على هواتف المشتركين ترسل من خلالها قيمة الفاتورة ومواعيد السداد، فما المانع أن تطور هذه الخدمة، وتصبح وسيلة إعلامية للمشتركين، تنبههم إلى مواعيد قطع التيار عن بعض الأحياء، فليس من المنطقي أن يفاجأ الناس بانقطاع التيار دون سابق إنذار وكأننا في العصر الحجري، بسبب تلف في كابل أو صيانة لمحول أو تبديل لموقع عمود أو خوف من الأمطار، ويظل المشترك في حالة انتظار وترقب. كثير من المواطنين اليوم أصبحت حياتهم مرتبطة بالتقنية، فالتداول عن طريق الحاسب، والخدمات الحكومية كذلك، والباحثون يجرون أبحاثهم على أجهزة الحاسب، والكثير من التعاملات المرتبطة بالإنترنت وخدماتها الجليلة، لكن لا وجود للإنترنت إن استمر انقطاع التيار لساعات، حتى الهواتف الذكية الجديدة، لا تخزن الطاقة لساعات طويلة كالسابق ، وأجهزة المطبخ مع ظمها يعتمد على الكهرباء، سواء في الطهي أم التخزين، فلو وفرت الشركة رسالة نصية تفيد أهل الحي بانقطاع التيار في تاريخ ووقت محدد لأخذوا احتياطاتهم وتقبلوا الأمر، وشعروا باحترام الشركة لهم، ولأوقاتهم ومصالحهم، وحتى لا تستصعب الشركة هذا الأمر أدعوها أن تطلع على تجربة شركة الكهرباء المصرية في هذا الشأن التي وفرت الخدمة للمواطنين، فكفتهم الرسالة عبء الصدمة، ووفرت عليهم جهد الاتصال برقم الطوارئ. ولو طوّرت الشركة هذه الرسائل في الترشيد؛ لاستطاعت أيضا تنبيه المشتركين الذين يتجاوزون حد شرائحهم، حتى يتنبهوا إلى استهلاكهم المفرط للكهرباء، فتستفيد الشركة تقليل الأحمال الكهربائية التي بلغت رقما قياسيا مؤخرا، خصوصا في فصل الصيف الملتهب وانقطاعات التيار المفاجئة الجمة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الكهرباء .. واحترام العملاء !!