ولدت كاتباً صحفياً مع بداية عملي في بلاط صاحبة الجلالة وذلك في أواخر التسعينات الهجرية عقب التحاقي بجريدة البلاد كمندوب للصحيفة بمدينة الطائف حيث بدأت بكتابة زاوية يومية عنوانها (العكس هو الصحيح)أشبه بالقصة القصيرة وعدد كلماتها قريبة من تويتر(140)حرفاً ولكن مضمونها كان في الصميم - تناقش قصور الأجهزة الخدمية في مصيف المملكة وكانت هذه الزاوية التي تنشر يومياً بالصفحة الأخيرة تلاقي اهتماماً من المسؤول يثير الرعب في صدره ليتجاوب سريعاً وليس الحال كماهو الآن لاتوجد أي مبالاة بسبب فقدان المتابعة والمراقبة والمحاسبة ولهذا انتشر الفساد الإداري والمالي والفوضى حتى على مستوى أبناء مدينتي الصغيرة، فكانت لي شعبية جماهيرية ألمحها في عيون(سعيدة)بما اكتب من نقد ساخر كان له تأثيره الإيجابي في تفاعل المسؤول وتحسين الخدمات. -تركت الصحافة متجهاً إلى أمريكا مبتعثاً على حساب الخطوط السعودية وحينما عدت إلى أرض الوطن عدت إلى جريدتي القديمة وأول مهمة قمت بها مناقشة قضية مصنع الأسمنت المنشأ قريباً بمساكن حي السلامة بمدينة جدة و تناولت حجم الضرر الصحي الذي يعاني منه سكان ذلك الحي ليأتي القرار بنقل المصنع بعدما ظل أكثر من عقدين من الزمن وكل محاولات هدمه ونقله فشلت. -انتقلت إلى جريدة عكاظ لأمارس هوايتي في النقد الفني منطلقاً بزاوية يومية عنوانها(على فكرة)ظناً مني واعتماداً على ماضي كوّن لي شعبية جماهيرية إلا أنه بعد مرور شهر قررت من تلقاء نفسي إيقاف تلك الزاوية لعدم وجود ردة فعل لكاتب غير معروف في الساحة الإعلامية، وعندما انتقلت للعمل بصحيفة المدينة تفاجأت برئيس قسم الفنون أستاذي جلال أبوزيد (يرحمه الله )يطلب مني الكتابة بالتناوب معه يوم بعد يوم في زوايته الشهيرة(صباح الخير)وفي تلك الليلة لم أذق طعم النوم ليس فرحاً بهذه المفأجاة إنما وجدت أنني في مهمة صعبة تكمن في مقارنة بين كاتب عملاق وكاتب مبتديء، وبعد نشر مقالي الأول جاءت ردة الفعل مباشرة عبر تهاني استقبلتها من بعض زملائي وفي مقدمتهم الزميل هشام عرب رئيس قسم الفنون بجريدة البلاد إنذاك واستمريت كاتباً(منافساً)قوياً لاستاذي الذي(فُصِل)من الجريدة لأطلب منه كتابة مقالاً أسبوعياً ينشر في ملحق الأربعاء وصفحة كاملة يحررها باسم مستعار اخترت له اسم (حركوش) وظل كاتباً وهو على السرير الأبيض حتى اليوم الذي توفاه الله وقد حرصت أن تخصص له أعلى مكافأة مخصصة للكتاب(تقديراً)وتكريماً لشخصية لها فضل كبير علي في مسيرتي الصحفية وعلى جيل كامل من الصحافة الفنية إلا أنه رفض معتبراً مشاركاته ماهي إلا(دعماً)لتلميذه الذي أصبح خليفته في منصبه القيادي. -ركضي الصحفي تحول من الفنون إلى الصحافة الرياضية عبر اختيار جاء من قبل كافة اعضاء القسم الرياضي الذين طلبوا رئيس التحرير الاستاذ أسامة السباعي بتعيني رئيساً لهم وللقسم لأواصل الكتابة ولكن بشكل أسبوعي بدلاً عن اليومي بزاوية عنوانها(الأسبوع يوم واحد)،وفي يوم من الأيام تلقيت اتصالاً هاتفياً من رئيس تحرير هذه الجريدة إنذاك الزميل صالح الحمادي طالباً انضمامي كأحد كتاب الصحيفة بمقال أسبوعي،ومن هنا بدأت رحلتي مع جريدة الرياضية لانطلق إلى كاتب يومي لأصبح كاتب(محترفاً) زادت محبة القراء لي في فترة رئيس التحرير السابق الزميل سعد المهدي(وما أدراك ما سعد المهدي)قمة الفكر والأخلاق والمهنية(قائد)محنك لا يخضع للضغوط ينشر النقد الموجه ضده كالنقد الموجه لغيره. -قبل أسبوعين أبلغني نائب رئيس التحرير الزميل عبدالرحمن الجماز أن سياسة الجريدة ستحول الكتّاب اليوميين إلى الكتابة الأسبوعية على أن نتحول أنا وجاري الزميل فهد الروقي إلى كتابة مقالين بالأسبوع حينذاك حدثت نفسي بسؤال(هل رئيس التحرير الجديد الزميل عيد الثقيل يريد من خلال هذه الخطوة يرحنا من هذا العناء الفكري اليومي أم يريح نفسه من عناء صداع "مقالات جريئة" تسبب له قلقا "بنكد عيشته" وهو في غنى عنه أم يريح القراء منّا لتأتي الإجابة منه في اتجاه يعبر عن تطوير ينشده لمصلحة الجريدة والمؤسسة معاً لأجدني رهيناً(محبوساً)مع طموحات رئيس تحرير أخجلني برقي فكره وأدب حديثه وقمة تواضعه لأقول له(ابشر)لبيه-رغم عدم اقتناعي بالقرار-لعلها تكون خطوة مريحة للجميع وللقاريء العزيز في المقام الأول والأخير والذي سألتقي به يومي الثلاثاء والجمعة بإذن الله. نقلا عن الرياضية