تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم باستخدام حكومته كل إمكاناتها من أجل "تشديد الخناق" والقضاء على ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش). وقال كاميرون في تصريح صحفي قبل افتتاحه قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ويلز إنه لم يستبعد أبداً مشاركة بلاده الولايات المتحدة في توجيه ضربات عسكرية ضد معاقل (داعش) في العراق. ولفت إلى إمكانية قيام حكومته بتزويد المقاتلين الأكراد بالسلاح أو المستشارين والفنيين العسكريين داعياً حلفاء بريطانيا إلى بذل قصارى جهدهم لدعم هذه الجهود. وشدد كاميرون على ضرورة تعاون الدول الغربية مع القوى الإقليمية والمحلية وتجنب ارتكاب نفس الأخطاء التي وقعت في الماضي عندما تم التدخل في المنطقة ضد رغبة الشركاء المحليين. وأكد أن بلاده ستواصل دعم قوى المعارضة السورية المعتدلة وجهود تشكيل حكومة عراقية شاملة وقوية إلا أنه استبعد إمكانية التعاون مع النظام السوري من أجل القضاء على (داعش). وبين كاميرون أن بريطانيا لن ترضخ لتهديدات (داعش) أو غيرها مهما كانت طبيعة الاستفزازات ولن تقوم بدفع الفدية لأي منظمة إرهابية من أجل تحرير رعايا بريطانيين. وأشار إلى أن بلاده كانت من الداعين والمؤيدين لسن اتفاقية دولية لحظر دفع الفدية للإرهابيين حيث سيساهم دفع الفدية في زيادة عمليات الاختطاف وتمكين المنظمات والجماعات إرهابية حول العالم من اكتساب ملايين الدولارات لاستخدامها في شراء الأسلحة. وتأتي تصريحات كاميرون هذه في وقت بدأ قادة 60 دولة في الوصول إلى مدينة (نيوبروت) القريبة من مدينة (كارديف) عاصمة ويلز للمشاركة في أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تستمر يومين. وينتظر أن تبحث القمة عدة قضايا دولية أبرزها الأزمة الأوكرانية وكيفية الرد على التدخل الروسي في شرق أوكرانيا إلى جانب أفغانستان وانسحاب القوات الدولية منها مع نهاية العام الحالي وقضايا العراق وسوريا وتهديدات تنظيم (داعش). وستتيح القمة للقادة أيضا معالجة مشاكل القرصنة والهجمات الالكترونية والإرهاب وتأمين الحدود ودعم الشركاء وضمان امتلاك جميع دول (الناتو) المعدات والمهارات اللازمة لحماية نفسها وأعضاء الحلف الآخرين عند وجود أي تهديد تنفيذاً للبند الخامس من معاهدة (الناتو).