×
محافظة المنطقة الشرقية

ملك البحرين :آفة الإرهاب بدأت تتفاقم وتنتشر من حولنا

صورة الخبر

كيف تكون «ليبرو إخوان» في عشر خطوات؟ المسألة سهلة جداً، وكونك سعودياً فهذا يزيد الأمر بساطة، فهي لا تحتاج منك سوى إلى التلبس ببضع مقالات إخوانية، وتغريدات قليلة فيها روح حكوكية ونضالية. ويبدو أن «الليبرو إخون» وهم خليط من الليبرالية في مشهدها المتمدن، والإخوانية في أجندتها الانقلابية، فهموا خطأ ماذا يعني أن تكون مناضلاً من منازلهم؟ وكيف يمكن أن تكون جماهيرياً في دقائق؟ هي عمر تغريدة ساذجة، فيها من دغدغة المشاعر الكثير، ومن المعرفة القليل، في وقت خبتْ نجوميتهم وتراجعت شعبيتهم وفقدوا قدرتهم على التأثير. فمع التطور السياسي والاجتماعي في السعودية من جهة، وتأثيرات ما يسمى «الربيع العربي» وتحولاته وثوراته من جهة أخرى وجد الحركيون و«الليبرو إخوان» أن من مصلحتهم التحالف، مع التأكيد على اختلاف منطلقاتهم. كما وجد «الإخوان» والحركيون في بعض «مُطلقي» الصحافة من المثقفين والكتاب، الإكسسوار اللازم اجتماعياً و«غربياً» لتجميل وجوههم البشعة، المليئة ببثور الدماء وفجور الخصومة. واكتشفوا أن «الليبرو إخوان» هم الجسر الذي يمكن أن يعبروا منه للحكم ذات يوم، كما يتمنون ويحلمون، ومصر وليبيا وتونس واليمن وسورية خير دليل، فمن قام بالثورات هم الشباب والليبراليون، ومن سرقها هم الإسلاميون والإخوان. ولكي تكون مثقفاً شعبوياً لا بد لك من دليل إرشادي يُيسِّر عليك الأمر، فالسعوديون شعب طيب، وسرعان ما يذوبون حباً وهياماً فيمن يلهب قلوبهم بالشعارات. أولاً: عليك أن تدّعي الليبرالية دهراً، ثم إذا انتهت مصالحك ومنافعك منها ابحث عن قضية من القضايا الجماهيرية، ويفضل أن تكون دينية، وابدأ نضالك من منازلهم. ثانياً: لا بد من أن تكون ممن تملقتَ الأمراء، وصاحبتَ الوجهاء، حتى ملوا منك ومن قبح ما تقول، ومن نهمك الذي لا ينتهي، فأخرجوك من حِماهم وبيوتهم. ثالثاً: يجب ألا تقطع تملقك ولا رياءك مع أصحاب النفوذ، فما أجمل أن ترقص على كل الحبال! رابعاً: عليك أن تكون قادراً على العودة والقفز من سفينة الإخوان إلى سفينة الحكام، في أي لحظة تجد أن مصلحتك تتطلب ذلك، فلا قيم لديك ولا مبادئ تحتكم إليها. خامساً: يجب أن تدغدغ مشاعر الجماهير بما يحب أن يسمعوه وما يطربوا له، فقد انتهت مهمتك في التنوير، وبدأت رحلتك مع الظلام والظلاميين. سادساً: عليك أن تكون في «تويتر» «ليبروا إخوان»، وفي مجالسك الخاصة ليبرالياً منفتحاً، وفي بيروت مثقفاً مستقلاً، وفي الرياض صديق الكبار. سابعاً: اجمع ما تستطيع من الأموال من صفقات وعقود تأخذها بالتملق والانبطاح عند أبواب المسؤولين، قبل أن تنقلب عليهم، وتصبح في يوم وليلة معارضاً و«حكوكياً». ثامناً: لمِّح لهم بمنصب تريده، أو جاه رفيع تسعى إليه، فإن أجابوك فأنت لودهم مطيع، وإن تجاهلوك - لغبائك أو حمقك وعدم أهليتك - فحاربهم بجماهير لم يعهدوها، وقاتلهم بقول لم يسمعوه. تاسعاً: ناضلْ في القنوات والصحف وعبر «تويتر»، من استراحتك الفارهة، ومزرعتك الواسعة، أو حتى من شقتك الباريسية الباذخة، فالشعب لا يراك، والناس أصدقاء من أطربهم . عاشراً: انتقِ كل القضايا التي تواجهها دولتك ووطنك في وقت تتلاطم فيه أمواج الانقسامات والثورات غير الرشيدة في الإقليم كله، وابدأ بتشويهها، واعتبر ما تقوم به دفاعاً عن نفسها من سقطات السياسة وهزائم التحالفات. أجزم لك أنه في أيام قليلة ستفتح لك أبواب المال الملوث، ويتبعك آلاف الغوغاء، لكنهم أيها «الجديد في صنعة الحركيين» ليسوا سوى أرقام في جيب الإخوان، سيعيدونهم لجحورهم التي أخرجوهم منها متى ما لفظوك وانتهوا منك ثم رموك، لتصبح سقطاً من سقطات الأوطان.