×
محافظة المنطقة الشرقية

حادثـة البريطـاني.. لن تتكـرر..!!

صورة الخبر

لفت نظري أخيرًا عنوان لخبر في إحدى الصحف، أورده أحد المواقع الإخبارية يقول: ("داعش" يتّهم الجن بنقل رسائل الفاكس ويدعو مقاتليه لاتباع العنز)!! بتاريخ 30 أغسطس 2014. ولا أرى شخصيًّا أي غرابة في أقوال الداعشيين حول وقوف الجن وراء نقل رسائل الفاكس، بل ورسائل النت وغيرها.. بل لا أستبعد أن يكون الحمام الزاجل، الذي كان ينقل الرسائل قديمًا، وفق نفس هذا النهج من التفكير، جن متلبس في هيئة حمام.. ولماذا لا نُصدِّق هذا الادّعاء من الفكر الداعشي، وقد سبقه أفكار "غير داعشية" شككت في العلم والتكنولوجيا، ونسبت كل اختراع وتقنية حديثة للجن والعفاريت؟! **** أمّا "العنز"، فقد أكد الشاب بدر العنزي -أحد الذين انخرطوا مِن قَبْل في الفكر المتشدد، واستفادوا من مركز المناصحة- أن "العنز" كانت تتبع مقاتلي داعش خلال تدريباتهم، فقد قال لهم قائدهم: "إن ضللتم الطريق اتبعوا (العنز)، وسوف توصلكم إلى الوجهة المطلوبة"، فإنها أيضًا مسألة عادية لم تبتكرها داعش وقادتها، بل إن غير الداعشيين يأمرون أتباعهم بما هو أدهى وأمر، دون أن يسمحوا لهم في السؤال أو التفكير حول ما يقومون به من مسائل ومهام. وهو فكر ومنهج لا يختلف كثيرًا عن ما ارتأى فرعون في نفسه، وأكده الله تعالى في قوله في كتابه الكريم: (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) (غافر- 29). **** ولقد أعجبني تفسير فضيلة الشيخ د. أحمد بن قاسم الغامدي -رئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة سابقًا- لنشوء هذه الظاهرة في تحقيق لصحيفة الرياض (17 يوليو 2013) إذ أرجعها إلى "التنشئة الأولى للشاب في مجتمعنا -التي تتصف بالقمع غالبًا- أدَّت إلى ظهور جيل لا يُجيد النقاش، لافتًا إلى أنَّه تعوَّد على الترهيب والتخويف من إبداء الرأي والنقاش، الأمر الذي جعله يسير خلف مَن يراه يُعبِّر عمَّا بداخله، إلى أن وصل به الحال لأن يُصبح أحد أفراد قطيع كبير يقوده فئة من المؤدلجين. ***** وهكذا أصبح بعض شبابنا من الذين غَرّر بهم أصحاب هذا النهج الفكري التعيس -للأسف الشديد- حطب للدواعش وغيرهم تمكنوا من استقطابهم واستدراجهم وإقناعهم بأن يكونوا حطب للعديد من الأعمال الإرهابية التي تنتهي بهم إلى تدمير أنفسهم وإنزال الألم بأسرهم وذويهم. وكما قال الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي، يدفع المجتمع حاليًّا ثمن فترة طويلة من سيطرة الخطاب الواحد، التي أسهمت في تشكيل وعي جيل كامل وجد نفسه أسيرًا لتلك الثقافة، ذاكرًا أنَّ هذه الثقافة جعلت من هؤلاء الأتباع لقمة سائغة لمؤدلجين استغلوا مظاهرهم الخارجية، ووظَّفوا الآيات والأحاديث بطريقة سطحيَّة، حتى تمكَّنوا من جذب أتباعهم وإغلاق عقولهم. * نافذة صغيرة: (بينما نخوض حربًا ضد الإرهاب، وإقناع العالم بمشاركتنا فيها، يُصرّ البعض على تشويه صورتنا أمام العالم بتصرفات خرقاء.. تبًّا لهم). عبدالعزيز الصويغ nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain