يتصدى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة لمعالجة المشاريع المتعثرة والمتأخرة والتي تصل نسبتها إلى 67 في المائة من مجموع المشاريع المعتمدة للمنطقة، وتسببت في حرمان المنطقة الاستفادة من مليارات رصدت لتحقيق متطلبات الأهالي والسكان، وذلك من خلال متابعته الشخصية، واجتماعاته المتواصلة مع اللجان المختصة والإدارات ذات العلاقة. وأكد لـ «عكاظ» مستشار مجلس منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة متابعة المشاريع والخدمات بالمجلس الدكتور فؤاد غزالي، أن الأمير مشعل بن عبدالله، يشدد دائما على ضرورة تنفيذ الخطة الطموحة لمتابعة المشاريع، والتي تغطي جميع الأعمال المتعلقة بالمشاريع القائمة أو المتعثرة، مبديا تفاؤله بأن عملية التنفيذ ستسير كما هو مرسوم لها، عطفا على تفاعل وحماس سمو أمير المنطقة الذي أبدى استعداده لدعم اللجنة ومساندتها بل وطلبه الرفع لسموه شخصيا عن المصاعب أو العقبات التي تعترض عملها. وقال الدكتور غزالي إن اللجنة ستعتمد على التقنية الحديثة في أداء أعمالها ومتابعة المشاريع المتعثرة أو المتأخرة، والتي تصل نسبتها إلى 67 في المائة من مجموع المشاريع المعتمدة، والتي وبكل أسف حرمت المنطقة الاستفادة من مليارات رصدت لتحقيق متطلبات الأهالي والسكان، مشيرا إلى أن هذه المبالغ ذهبت لمناطق أخرى لأنها لم تستثمر، مضيفا «الأمر لا يتوقف عند تعثر المشروع بل فقد المنطقة لما خصص لها من مبالغ». وأشار رئيس اللجنة إلى أن دعم سمو أمير منطقة مكة المكرمة سيسهم وبشكل كبير في تنفيذ المنهجية التي سيتم العمل على ضوئها، والمتمثلة في خطة عمل بمرجعيات وآليات تعتمد على التحليل السنوي للميزانيات، تعطي مؤشرا على خلل في جهة ما، وبالتالي يتم طلب المعلومات مباشرة للعمل على المعالجة قبل استفحال الأمر وصعوبة إيجاد حلول، مبينا أن كثيرا من أوجه الخلل في بعض المشاريع لا تحتمل التأخير وستتم متابعتها الفورية من خلال فريقي عمل أحدهما لتغطية مشاريع العاصمة المقدسة والطائف والآخر لمشاريع محافظة جدة وما حولها، مؤكدا بأنه سيتم تحقيق ما نسبته 80 في المائة من أعمال اللجنة خلال الثلاثة شهور القادمة، كاشفا عن أن مشاريع البلديات تحتل المرتبة الأولى من بين المشاريع المتعثرة بمنطقة مكة المكرمة تليها الصحية والتعليمية. ولفت غزالي إلى أن اللجنة ستلتقي المسؤولين في جميع الدوائر الحكومية التي تشرف على المشاريع المتأخرة أو المتعطلة والمقاولين لمعرفة أدق التفاصيل عنها، مع تكثيف الجهود من أجل سرعة الإنجاز والوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة. وعن المخطط الإقليمي لمنطقة مكة المكرمة قال رئيس اللجنة إن من بين الأهداف التأكد من تنفيذ مشاريع الخطة الاستراتيجية العشرية، والتأكد من تنفيذ المشاريع، مشيرا إلى أن المخطط الإقليمي لن يحقق الأهداف المرجوة ما لم يكن محددا لمعرفة ما تحقق من مشاريع وما لم يتحقق والاحتياجات المستقبلية. وأبدى غزالي تفاؤله بمستقبل تنموي مشرق للمنطقة، بفضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- وحرص سمو أمير المنطقة الذي يتابع شخصيا وبصفة مستمرة جميع المشاريع التي تهم الأهالي والحجاج والمعتمرين، وقال إن ذلك يتضح من خلال إصرار سموه على «تحريك المشاريع الضخمة التي لم تر النور ومتابعتها والعمل على معالجة تعثرها». وتأتي هذه الخطوات ضمن الاستراتيجية التي أسس لها سمو الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز عن مفاهيم وأسس ومعايير الجودة والتميز في الإدارات الحكومية والقطاع الخاص، ووفق رؤيا مختلفة تنسجم مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- القاضية بضرورة تطبيق الجودة الشاملة على جميع الوزارات والإدارات الحكومية، والتي تركز على ضرورة الارتباط بخطط وأنشطة وأعمال القطاعين الحكومي والأهلي، مع الحرص على التطوير والتحسين المستمر، لتحقيق الجودة والإتقان في القطاعات الإنتاجية والخدمية، ووفق رؤية طموحة لمستقبل منطقة مكة المكرمة (الإنسان والمكان)، ولتؤكد على أن الجودة وإتقان العمل وحسن إدارته مبدأ إسلامي بنصوص الكتاب والسنة، ولترسيخ مفاهيم الجودة الشاملة القائمة على الفاعلية تحت شعارها الدائم «أن نعمل الأشياء بطريقة صحيحة من أول مرة وفي كل مرة»، وتهدف إلى تحقيق نقله نوعية في أعمال الإدارات الحكومية، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لتلافي الأخطاء قبل وقوعها، إضافة إلى الوقوف على المشكلات ودراستها وتحليلها بالأساليب والطرق العلمية واقتراح الحلول المناسبة لها، وإيجاد الإجراءات التصحيحية اللازمة.