تحرص كثير من المنظمات والأجهزة الحكومية على إيجاد صف ثانٍ من المديرين من أجل مصلحة العمل من إيجابيات هذا التوجه استمرارية العمل بنفس الوتيرة والمعايير، وإيجاد فرص للتقدم في المسار الوظيفي وهذا يعتبر من أهم الحوافز في بيئة العمل لمن لديهم القدرة والطموح. المدير الناجح هو الذي لا يتوقف العمل بدونه، هو الذي لا يقلق من وجود الأذكياء والطموحين في فريق العمل. هناك من يفعل العكس ويفضل أن يعمل معه من لا تتوفر لديه القدرات التي تؤهله للمنافسة. من يفعل ذلك يريد في الغالب فريقاً ينفذ ما يريد دون مناقشة. يريد أن يكون هو الذكي، هو الحل، هو صاحب الرأي الصائب. يقال في هذا الصدد(عندما يوظف المدير أناساً أذكى منه ويصل إلى أهدافه فإنه يثبت أنه أذكى منهم). وعلى أي حال فإن بيئة العمل لا يجب أن تكون مكاناً للتنافس بين الزملاء لإثبات من هو الأفضل وإنما هي بيئة للتنافس البناء وتكامل العقول والجهود لخدمة الأهداف المشتركة. قد يرى بعض المديرين أن تأثر العمل بغيابهم يؤكد أهميتهم، وهذه نظرة خاطئة والعكس هو الصحيح فإذا تأثر الأداء سلبياً بسبب غياب المدير فهذا مؤشر على نمط إداري غير ناجح لأنه يتجاهل عنصراً مهماً وهو عنصر المستقبل. إن وجود فريق عمل قوي هو نجاح لقائد الفريق وهذه حقيقة تؤكدها التجارب ومع ذلك يوجد من يحيط نفسه بالمساعدين والمستشارين الذين انضموا إلى فريق العمل بمعايير شخصية وبالتالي تطغى المجاملات وتغيب الآراء الموضوعية. في هذه الحالة يكون المتضرر الأول هو المنظمة فإذا غاب العمل المؤسسي، والمهنية، وأصبحت المناصب الإدارية توزع بمعايير شخصية فإن المنظمة سوف تتراجع في أدائها وفي الصورة الذهنية لها في المجتمع مهما كان مستواها وسمعتها في السابق.