تجدون أننا نهتم في ترتيب حفلات الاستقبال (زواجات وغيرها)،وخصوصاً: صالات الأعراس المخملية عند استقبال النساء يستلمون العباءة عند الباب ويعطون صاحبتها تذكرة برقم. وقد وظفوا لتلك العملية مُستقبلات تدربن على الخدمة. كذلك فهم يمنحون سائق السيارة رقما يُنادى به عند الخروج. ما أسرعنا في التقاط الترتيبات المعاصرة عندما يتعلق الأمر بخدمة مدفوعة. وما أقل اهتمامنا في تناسي السلوكيات الحسنة عندما يتعلق الأمر بحالات ومشاهد تهم العامة، ومنظر البلد العام. تلك الترتيبات هي استنساخ لما تُطبقه الحفلات الراقية في الغرب. ليجعلوا الزبون في قمة سعادته وراحته. اعترافاً منا بأن الترتيب والنظافة والنظام هي جزء من العلاقات العامة ومطلب حيوي في تحسين صورة اللقاء. والذي يريد أن يرى صورة اللامبالاة والإهمال في سلوكنا فليلقِ نظرة على تراكم الأحذية عند أبواب الجوامع، وفي بعضها قد تصل إلى مسافة كبيرة من الشارع. فبرغم وجود الصناديق المخصصة للحذاء، إلا أننا رأينا المصلين يصرفون النظر عنها وكأنها غير موجودة. وأقول لماذا نهتم بسلوكنا المنظّم في قاعات الأفراح ولا نهتم به في دور العبادة التي نرتادها خمس مرات يومياً. يقولون إن التكرار يؤثّر، وبعضه يُصبح عادة. وتكرارنا للحفلات قليل، بعكس تكرار الذهاب إلى المساجد. أثّر فينا المنطلق الأول، ولم يؤثر المنطلق الثاني. مع أنه مكرر أكثر. تلك الصناديق تبرع بها فاعلو الخير ووضعت أمام بوابات المسجد، ووضعت حواجز لكي يمنع وضع تلك الأحذية أمام مدخل المسجد، لكن دون جدوى. فالمسألة فيما أستنتج مسألة عقليات وقناعات. وقرأتُ بعض الأقوال التي ترى أن هذا يشوّه منظر مداخل المساجد أمام غير المسلمين. وأقول إن الكلام صحيح، لكن يهمنا أمر مرتادي المسجد أكثر من رأي عابر طريق. ففي التنظيم راحة نفسية كبيرة ووقار للصلاة والمصلي. ولابد أن الكثير لاحظ أيضا أن البعض يصر على اختيار موقف ملاصق لعتبات المسجد لإيقاف مركبته، وآخرين يقفلون المساحة على السيارات الأخرى، دون اعتبار مع أنهم قرؤوا أن في كل خطوة إلى المسجد حسنة. أرى أن من الحلول إجراء مخالفة مرورية لكل مركبة ترتكب وقوفاً مزدوجاً، سواء أكان ذلك الوقوف أمام مسجد أم صالة أفراح أم مدرسة أم مخبز، فالمشي فيه صحة وقبلها الأجر.