يتنافس حالياً 4451 مرشحاً ألمانياً على لوائح 34 حزباً وحركة ومنظمة للفوز بأحد مقاعد البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) الـ 600 في الانتخابات النيابية العامة المقررة في 22 الشهر الجاري. وستشهد البلاد في اليوم ذاته انتخابات برلمانية محلية إضافية في ولايتي بافاريا (جنوب) وهسّن (وسط). ويعيش حوالى ثلاثة ملايين تركي و350 ألف عربي في ألمانيا التي يبلغ عدد سكانها 81 مليوناً، وبينهم 300 ألف تركي و60 ألف عربي يملكون حق التصويت بسبب حيازتهم الجنسية. وفيما شهدت دورات انتخابية سابقة ترشح ألمان من أصل أجنبي، أوروبي وتركي خصوصاً، يشارك مهاجرون من أصول عربية في الانتخابات الحالية كمرشحين لانتخابات الـ «بوندستاغ» على لوائح عدد من الأحزاب، وبينهم هالة كندلبيرغار، وهي من أصل مصري، وبنيامين فايس التونسي الأصل، وعلي الديلاني اليمني الأصل. هاجرت هالة من مصر إلى ألمانيا قبل 15 عاما لتلتحق بزوجها الألماني. وقررت خوض الانتخابات عن حزب الخضر في مدينة بوتسدام، بعدما خاضت تجربة مهمة في مجال الاندماج والاهتمام بقضايا المهاجرين. وترغب هالة بأن تساهم في تحسين ظروف تعلم اللغة الألمانية للمهاجرين، وتأمين فرص عمل لهم. كذلك، ترشح فايس عن حزب الخضر بهدف «تعزيز العدالة الاجتماعية عبر زيادة الأجور المتدنية التي يحصل عليها ألمان وعمال مهاجرون. أما الديلاني البالغ 32 من العمر فترشح عن حزب اليسار بسبب معاناته باعتباره ابن سياسي لجأ إلى ألمانيا قبل 8 سنوات، وواجه صعوبات في سوق العمل. وشددت سيلفيا لورمان، وزيرة التعليم في ولاية شمال الراين ووستفاليا عن حزب الخضر، على أهمية المشاركة السياسية للمهاجرين في الانتخاب، فيما أكدت هدى صلاح الباحثة في العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة أهمية مشاركة الألمان من أصول عربية في الانتخابات الألمانية كناخبين أو مرشحين، «لأنهم جزء من المجتمع الألماني. ومن خلال مواكبتهم العملية السياسية يؤدون حقهم وواجباتهم تجاه دولة ألمانيا». وعموماً لا يزال عدد الألمان المهاجرين أو من أصول عربية قليلاً جداً في الأحزاب السياسية الألمانية. ويعزو المرشح الديلاني ذلك إلى «تأخر اعتراف الألمان بالمهاجرين كمواطنين». ومعروف أن الدولة والمجتمع الألمانيين نظرا دائماً إلى العمال المهاجرين كمجرد ضيوف سيعودون إلى بلدانهم الأصلية بعد انتهاء عقود عملهم. أما هالة كندلبيرغار فتُبرر الأمر بـ «صغر الجالية العربية في ألمانيا مقارنة بعدد الأتراك، وانشغال غالبية افرادها بحياتهم اليومية الخاصة. وهي تنتقد «ضعف ثقافة العمل التطوعي لدى المهاجرين العرب، وتشبع كثيرين منهم بالثقافة السلطوية وعدم أخذ المبادرة». ويُعتبر المغربي الأصل يونس وقاس الذي أنتخب عام 2012 في الهيئة القيادية للحزب الديموقراطي المسيحي، من الوجوه المهاجرة التي لفتت الانتباه أخيراً في الساحة السياسية الألمانية. وهو يشرف أيضاً على التنظيم الطلابي للحزب في ولاية تورينغن. ويحظى طارق محمد الوزير، اليمني الأصل، منذ سنين بشعبية كبيرة في الساحة السياسية الألمانية، ويشغل حالياً منصب رئيس حزب الخضر في ولاية هسّن، حيث يعتبر المرشح الأول لحزبه فيها. ويقود رائد صالح الفلسطيني الأصل الذي هاجر يافعاً إلى ألمانيا، الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الديموقراطي في البرلمان المحلي لولاية برلين.