قال المتخصص الصناعي المهندس أسعد بن جميل الغامدي إن مستقبل الصناعات البتروكيماوية السعودية غامض، وصعب بسبب قدوم الغاز الصخري المنافس القوي حيث إن المنافسة سوف تؤدي إلى تدنى الأرباح والبيع بسعر التكلفة ويستمر عدة سنوات حتى يزداد الطلب ويقل المعروض، متوقعاً ذلك عام 2016م ، مبيناً أن من اهم السلبيات التي لدينا هي الاعتماد الكبير على سعر اللقيم «الغاز الطبيعي وسوائل الغاز» الذي يساهم بشكل كبير في أرباح او خسارة بعض الشركات بينما يجب العمل على تقليل استهلاك اللقيم بالبحث والتطوير وابتكار المواد الحافزة، كما طالب بالاهتمام بشكل أكبر بالابتكار والأبحاث والتطوير التي وصفها أنها مازالت في المملكة خجولة. وقال الغامدي مازالت الصناعات البتروكيماوية في المملكة تعتمد على التقنيات الأجنبية وكذلك التطوير الأجنبي بالإضافة الى عدم وجود تكامل بين صناعة البتروكيماويات والصناعات التحويلية فمعظم منتجات البتروكيماويات الأساسية يتم تصديرها للعالم وفقط نسبة بسيطة تتم الاستفادة منها داخليا، مؤكداً أن مستقبل الصناعات البتروكيماوية في السعودية في تطور مستمر إلا أنه لم يصل إلى مرحل النضج. وأضاف أن العملية الصحيحة في الوقت الراهن توجه الشركات إلى عمليات الاندماج او الاستحواذ إلا أنها تخضع لعوامل الربح والخسارة ودراسات الجدوى التي تقوم بها الشركات متى ماكانت تخدم أهداف تلك الشركات وتبتعد عن الاحتكار او الإقصاء ومن شروط اي صفقة ناجحة هي الدراسة الجيدة والشفافية التامة وملائمة الصفقة مع تطلعات الشركات ومستقبل تطورها وتوسعها لان معظم هذه الصفقات عادة ما تكون ممولة من المصارف ولذلك يجب حساب المخاطر جيدا حتى لا تقع الشركات في المحظور وتدخل في المقولة الشهيرة «طلع عليه أغلى من بيع السوق». وبين أن محاولات بعض الشركات الحصول على قيمة مضافة للكيماويات المستخلصة من الزيت؛ وإنتاج كميات أكبر من الأوليفينات من الغاز الصناعي، والهيدروجين من الماء في المملكة تعتبر خجولة جداً في هذا المجال ومازلنا في اعتماد كبير على التقنيات الأجنبية، مشيراً إلى بحوث التطوير ودراسات الجدوى يتطلب صرف أموال هائلة للوصول إلى نتائج مجدية. وعن مشاكل الأغراق التي تعاني منها الشركات السعودية، وصف الغامدي مشكلة الأغراق بالحرب التجارية التي تلجأ إليها الشركات والدول من أجل حماية منتجاتها وهناك محاكم دوليه لهذا الشأن وكل قضية تكون لها تفاصيل خاصة بها. وأكد الغامدي أن المناخ الاستثماري للشريك الأجنبي في المملكة ممتاز وجاذب ويفتح شهية الكثير من الشركات العالمية، مشيراً إلى أن هذا الشريك الأجنبي الذي يجني أرباحاً جيدة مع شركات المملكة ركز على الصناعات البتروكيماوية الاساسية فقط ولم يكون للصناعات التحويلية والتكاملية نفس الدعم والعوامل ولذلك نجحت الصناعات الاساسية بدرجة امتياز ومازالت الصناعات التحويلية تعاني الكثير الكثير وتعتمد على الجهود الفردية.