عندما تكون سيئ الحظ صباحاً متجهاً الى عملك، او مساءً عائداً منه وتمر بدوار في احد تقاطعات طريقك مجبراً لا خيار لك في طريق آخر تسلكه لتفادي هذا الاشتباك المتكرر في دوارات الشوارع الرئيسية كل يوم تبرز فيها قمة الأنانية وأعلى درجات ضغط الدم، كما تتمثل فيها أعلى نسبة من هدر الوقت في قمة الحاجة اليه يستقطع وقتا من الدوام الرسمي في الذهاب ومن وقت العائلة عند العودة. ومع انتهاء الاجازة وعودة المدارس والاعمال بدأت مشكلات الدوارات التي لا تنتهي إلا بوضع اشارات ضوئية او بإغلاق شطر الدوار؛ وكأن هذه الحلول ملزمة لوجود دوار وفقدنا أي حل آخر.. فإذا كانت هذه حلول ادارة المرور فلتلغِ الدوار برمته وتستبدله بالإشارات المرورية او بالإغلاق وينتهي الاشكال مع ان هناك حلولا اسهل وابسط وتحقق الايجابية التي من اجلها اكتشف الدوار في عالم المرور ولم تلق لها ادارة المرور بالاً لإنها لا ترتبط بخرسانيات اسمنتية او قوائم حديدية كل المطلوب فيها تعميد المقاول وانتهى الامر.. أما عندما يأتي الامر الى نشر الثقافة والوعي مدعما بالعقوبة والمحاسبة عندها يتراجع المرور ويقف عاجزا عن التنفيذ ومستسلما لعدم القدرة الكافية لتناول هذا العلاج المجاني. هناك ثقافة اسمها ثقافة الدوار وفيها الافضلية للقادم من اليسار وفي الماضي كان هناك لوحات ارشادية كتب عليها الافضلية للقادم من اليسار وهناك خطوط تبين حد الوقوف ونهاية الطريق وبداية الدوار.. ماذا لو أعيدت هذه التعليمات الارشادية وقامت ادارة المرور بحملات ميدانية في الدوارات لزرع تلك الثقافة والتنبيه للمخالف ومعاقبته اذا دعا الامر؟ وشيئا فشيئاً ستنمو تلك الثقافة ونتغلب على اشتباكات الدوارات وضياع الوقت ونمو الامراض العصبية والنفسية.. ولعلها فرصة لان يكون للوعي مكان في السياسة المرورية فتشمل اكثر الأزمات والمشكلات تعقيدا وهي الحوادث المرورية. ادارة الوعي مسألة في غاية الاهمية ولا يقتصر اثرها الايجابي على فك اختناق او تفادي حادث بل تصنع لنا مجتمعا واعيا ملتزما في سلوكه، ويحمل رسالة سامية في تعامله مع نفسه ومع الآخرين.. والله الموفق.