هل نحن معرضون في المملكة لفيروس إيبولا؟ نستقرئ من الأحداث أنه لا يوجد مجتمع بعيد عن إمكانية تسلل المرض إليه. ذلك أن الأمراض مثلها مثل الرياح لا تعترف بالحدود الجغرافية بين الدول والقارات. حتى اليوم ونحن اليوم الأخير من شهر أغسطس 2014 تتوافد الأنباء بأنه: • أصيب أمريكيان (طبيب ومبشرة) أثناء تواجدهما في غرب أفريقيا. • اكتشفت خمس حالات مشتبه فيها بين مهاجرين من أفريقيا إلى أوروبا. • اكتشفت حالة قس إسباني أصيب بالمرض أثناء عمله في أفريقيا. • الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا بدأت في إعداد المعامل والمستشفيات لمواجهة احتمال وصول إيبولا إلى حدودها. ومن ثم، فالوقاية من المرض هي الوسيلة الوحيدة لدرء خطره في ظل غياب علاج حاسم له أو لقاح يقي منه. ومن لطف الله أن فيروس أيبولا لا ينتقل عن طريق التنفس مثل فيروس الإنفلونزا أو ميكروب السل، وإنما عن طريق وصول دم المريض أو إفرازاته مثل اللعاب أو ما يخرج من السبيلين إلى مخالطيه. ومن هذا المنطلق، فاحتمال انتقاله بين المسافرين ضئيلة إلى حد بعيد. أما الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها، فمنها ما هو مسؤولية الأفراد، ومنها ما هو مسؤولية المخططين والمنفذين الصحيين، وتتلخص في التالي: • إشاعة الوعي الصحي بين المواطنين بكافة الوسائل الممكنة عن أسباب المرض وأعراضه ووسائل انتقاله وطرق الوقاية منه. • العزل الفوري للمريض أو المشتبه في إصابته. • عدم علاج المريض في المنزل وإنما في المستشفى. • عدم زيارة المرضى المشتبه بإصابتهم بالمرض إلا للضرورة القصوى. • غسل اليدين بالماء والصابون عند ملامسة مريض مشتبه بإصابته بالمرض أو ملامسة أشيائه الخاصة التي قد تكون تلوثت بإفرازاته مثل اللعاب أو البول أو البراز أو الدم. • أخذ الحيطة الكافية عند غسل جثث الموتى، إذ قد ينتقل الفيروس من جثة المتوفى إلي المحيطين به. وينصح بغسله وتكفينه في المستشفى على أيدٍ مدربة. • الارتفاع بمستوى صحة البيئة. • التبليغ الفوري للسلطات الصحية المحلية عن أي حالة مرضية أو يشتبه في أن تكون حالة مرضية. • عمل الإجراءات اللازمة حيال القادمين من مناطق أصابها الوباء، خصوصا ونحن على أبواب موسم الحج. • إعداد بعض المستشفيات إعدادا جيدا لاستقبال الحالات المرضية لو وصلتنا ــ لا قدر الله. • إنشاء المختبرات عالية الجودة لفحص الحالات المشتبه فيها. باختصار، الوقاية من وباء إيبولا وغيره من الأوبئة هي العلاج الأفضل. بما في ذلك التحسينات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية للمجتمع، والحرص على أن تكون السياسة الصحية سياسة شاملة تعنى بالوقاية والعلاج معا. نسأل الله أن يقينا شر الأوبئة والأمراض، وأن يعيننا على ذلك بأن ييسر لنا التخطيط السليم والتنفيذ المحكم.