×
محافظة المنطقة الشرقية

نشوب حريق محدود بمبنى مديرية الشؤون الصحية بمكة

صورة الخبر

في الوقت الذي كانت فيه الموارد الاقتصادية للسكان قبل ظهور البترول محدودة في المحاصيل الزراعية ومنتجات الحيوانات كان المجتمع يسوده نوع من التآلف والترابط الاجتماعي الفريد والمحفوف بالمحبة والوفاء الصادق ومن المواسم التي يظهر فيها هذا الترابط في النسيج الاجتماعي الصغير سواء في الصحراء او في القرى والمزارع موسم حصاد التمر أو ما يعرف في بعض المناطق بالصرام من أهم الأوقات لدى أصحاب مزارع النخيل منذ القدم، حيث تكثف ساعات العمل وترتفع أجرة الأيدي العاملة، وقديماً كان الأقارب والجيران يساهمون في جميع المحصول، وتنقيته من الشوائب حتى يصبح جاهزاً للبيع أو للأكل. وموسم صرام التمر كما كان يسمى قديماً لدى الأهالي حركة اقتصادية متميزة عن بقية أوقات السنة، كما يفد في هذا الموسم الى أصحاب النخيل في مواقعهم تجار التمور، إما للمقايضة أو للشراء نقداً. ويصاحب موسم الحصاد أو الصرم عادات وتقاليد جميلة كان الأجداد يحافظون عليها وكانت تزيد من أواصر المحبة وتماسك المجتمع القروي ومن هذه العادات المشاركة في جني المحصول مقابل جزء من التمر. ولقد كان أصحاب النخيل قديماً يخصص كل منهم عدداً من النخيل لجيرانه وأقاربه وتسمى في ذلك الوقت مخرافة وذلك إضافة الى سكان الباديه الذين يقيظون في ظلال النخيل يأكلون من رطبه ويأخذون نصيبهم من التمر والحصاد ويطلق عليهم اسم المقيظين ويعد موسم الصرام في حد ذاته حرفة ومصدر رزق للجميع، يقول ابن لعبون: عل غريم الشوق يشبع منك يوم شبعة المسكين بأيام الصرام ويعد موسم حصاد التمر مؤشرا للحظات الفراق بين سكان الصحراء القاطنين والمقيظين وبين سكان القرى والمزارع: صاحبي عقب المقارب ابعدوا به ابعدوا به يوم جاء حل الصرام ولظهور نجم سهيل علاقة بموسم الصرام فظهوره يعني جني محصول التمر حيث ينضج ويأخذ اهل البادية والقرى نصيبهم منه فيما يعرف في وقته باسم الحشية، يواكب هذا الوقت انكسار الحر وهبوب الرياح المعتدلة: وهبت ذعاذيع الوسوم المهايف وسهيل يبدي مابدى الصبح دونه وجاهم من القبلة ركيب مواجيف وحضور يوم ان النخل يصرمونه ورغم البساطة للطيبين الا ان تلك الحقبة مضت بجمالها وطيبة اهلها انها ذكرى جميلة ومحزنة في نفس الوقت من زمن الطيبين كم هي جميلة تلك الأيام ببساطتها وحلوها ومرها لأن في ثنايا ايامها صفاء وحب للخير والفزعة والمحبة الطاهرة، كانت تجمعهم ايام حرفة صرام النخل رغم بساطتها يجتمعون على بساط السعف بعد وضع عراجين التمر عليه لتنقيته وعلى ذلك البساط تدور قصص وروايات وأخبار تصف احوال المجتمع وتعكس ما في نفوسهم من جمال ومحبة.