تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستشارة الكونجرس قبل اي عمل عسكري موسع ضد تنظيم "داعش" في كل من العراق وسوريا، ولكن من المستبعد أن ينال دعما سريعا من الكونجرس المنقسم إذا قدر ذلك. ويحجم الجمهوريون بصفة عامة عن التصديق على مبادرات أوباما السياسية، في حين يخشى عدد كبير من الديمقراطيين أن تتورط الولايات المتحدة في اي عمل عسكري خارجي بعد حربي العراق وافغانستان اللتين استمرتا أكثر من عقد. وإذا كان أوباما ليطلب من الكونجرس الموافقة على عمل او تمويل عسكري طويل الأمد، فمن المرجح ان يأتي ذلك في وقت حساس من الناحية السياسية اي قبل أسابيع قليلة من انتخابات الكونجرس في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. ويأمل الجمهوريون الفوز بعدد أكبر من مقاعد الكونجرس في الانتخابات المقبلة. وإذا رأت الإدارة حاجة لتمويل أكبر لشن عمليات موسعة ضد "داعش" فسيتطلب ذلك تحركا سريعا من الكونجرس او ستضطر للانتظار لما بعد الانتخابات. وظهور أوباما والكونجرس كجهة موحدة سيسهل على الرئيس نيل دعم دول اخرى والشعب الأمريكي. وقال مايكل اوهانلون من معهد بروكينجز: إن مساندة الكونجرس ستساعد على منح اوباما "غطاء لمعسكره السياسي"، من خلال "تحرك لم يقره هو ورفاقه الديمقراطيين فحسب، ويتحملان مسؤوليته اذا ما حدث خطب ما". وقال السناتور الامريكي بوب كوركر من تنيسي، وهو من أبرز الاعضاء الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: إن لجنته طلبت من مسؤولي الإدارة المثول أمامها في سبتمبر ايلول لطرح خططهم لمحاربة تنظيم "داعش". وذكر احد معاوني عضو ديمقراطي في الكونجرس: "إذ كان ثمة عمل عسكري فمن غير الواضح ما هو دور الكونجرس. ستلعب الاعتبارات السياسية لعام الانتخابات دورا كبيرا". وأظهر استطلاع لرويترز/ابسوس يوم الاثنين الماضي أن ما لا يزيد عن 12 بالمئة من الامريكيين يؤيدون تدخلا متعدد الاطراف في العراق. تساؤلات قانونية وقال تيم كين وكريس مورفي عضوا مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي: إن الدستور الامريكي يلزم اوباما بالحصول على اذن الكونجرس قبل اي عمل عسكري موسع في العراق أو سوريا. وكتب عضوا مجلس النواب الديمقراطيين جيمس مكجفرن وباربرا لي والعضو الجمهوري والتر جونز رسالة لرئيس المجلس جون بينر الاسبوع الماضي، وطلبوا مناقشة التحرك ضد "داعش" والاقتراع على مثل هذا العمل. واستبعد ستيفن فلاديك استاذ القانون بالجامعة الأمريكية ان يواجه أوباما عقوبات قانونية اذا تحرك من تلقاء نفسه، ولكنه سيتعرض لضغوط سياسية متزايدة اذا احتدم الصراع. وأضاف: "إذا انغمسنا أكثر في عمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش"، ستشتد الضغوط السياسية على الكونجرس والبيت الابيض للتوصل لاتفاق ما". فاتورة العمليات العسكرية أعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) الجمعة ان العمليات العسكرية الامريكية في العراق ضد مواقع تنظيم "داعش" بما فيها الضربات الجوية تكلف نحو 7,5 مليون دولار يوميا. ونشرت الولايات المتحدة 865 جنديا في العراق لحماية موظفيها وتقديم النصائح للجيش العراقي، بعد ان شن هذا التنظيم المتطرف هجوما عنيفا في التاسع من يونيو الماضي استولى خلاله على مناطق واسعة من الاراضي العراقية. ومنذ الثامن من اغسطس وجهت الولايات المتحدة 110 ضربات جوية لمواقع المتمردين، وخصوصا بالقرب من سد الموصل (شمالا)، كما اوضحت القيادة المركزية الاميركية التي تغطي الشرق الاوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم). وقال المتحدث باسم البنتاغون الاميرال جون كيربي في لقائه مع صحافيين: ان هذه العمليات تكلفت منذ منتصف يونيو الماضي "في المعدل نحو 7,5 مليون دولار يوميا". لكنه اضاف: ان الكلفة تتبدل من يوم لآخر، "ومع تكثف نشاطاتنا ارتفعت الكلفة ايضا". وأوضح انها تمول من "صندوق العمليات في الخارج" (اوفرسيز كونتنجنسي فاندنغ) المنفصل عن الميزانية السنوية للدفاع في الولايات المتحدة، وأنشئ لتغطية النفقات المرتبطة بالحرب. وكان هذا الصندوق انشئ في 2003 بعد الغزو الاميركي للعراق، ورأى فيه منتقدوه محاولة لإخفاء نفقات الحرب والعمليات العسكرية الاخرى. ويعمل حوالى 300 من اصل 800 اميركي موجودين في العراق حاليا مستشارين لقوات الامن العراقية. وردا على سؤال بشان ضربات محتملة في سوريا المجاورة والتي يسيطر مقاتلو "داعش" على جزء من شمالها الشرقي، اكد الجنرال كيربي ان الرد على "داعش" "لا يمكن ان يكون عسكريا فقط". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد الخميس انه "لم يتم بعد وضع استراتيجية" بشأن ضربات محتملة في سوريا. الصواريخ تقتل 12 وتصيب 69 بالفلوجة ميدانيا، أفاد مصدر طبي عراقي في مستشفى الفلوجة العام أمس السبت بأن 12 شخصاً قتلوا وأصيب 69 آخرون بسقوط قذائف هاون على المدينة. ونقل موقع "السومرية نيوز" عن المصدر قوله: إن مستشفى الفلوجة العام استقبل اليوم 12 جثة و69 جريحا بينهم ستة أطفال وخمس نساء سقطوا إثر تعرض منازلهم إلى قصف بقذائف الهاون في مناطق النزال والأندلس والضباط والشهداء وشارع العيادة الشعبية والجولان التابعة للمدينة. وأضاف المصدر: إن الجثث نقلت إلى الطب العدلي، فيما يتلقى الجرحى العلاج اللازم، مشيراً إلى أن "بعض حالات الجرحى حرجة للغاية". وتتعرض مدينة الفلوجة وهي كبرى مدن محافظة الأنبار غربي العراق بشكل يومي إلى قصف بقذائف الهاون يسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى. مقتل 7 بتفجير انتحاري كما اعلنت الشرطة العراقية أمس مقتل سبعة من عناصر الامن واصابة 23 آخرين في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجزا للتفيش في منطقة اليوسفية الواقعة في ضواحي بغداد الجنوبية. وقال ضابط في الشرطة برتبة عقيد: ان "انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه وسط حاجز تفتيش لقوة مشتركة من الجيش والشرطة في اليوسفية". واوضح ان "التفجير اسفر عن مقتل سبعة عسكريين واصابة 23 آخرين بجروح". وذكر المسؤول الامني ان حصيلة التفجير اولية وقد ترتفع بسبب قوة التفجير. وقال نعيم العبودي في بيان مقتضب تسلمت فرانس برس نسخة منه: "تمكنا من تحرير مقر الفوج الاول التي كانت عصابة "داعش" تطوقه". وتعد منطقة اليوسفية من اقرب المناطق التي تشهد نشاطا لتنظيم "داعش" على مدينة بغداد التي لا تبعد سوى 20 كلم عن مركز المدينة.