أدى التواصل العلمي المفرط وتداخل الأنظمة المتزايد في العصر الحديث إلى فوائد كبيرة، بما في ذلك النمو العالمي في الدخل والتعليم والإبداع والتكنولوجيا. غير أن العولمة المتسارعة خلقت أيضاً بعض المخاوف الجدية لأن أصداء الأحداث المحلية تتخطى الحدود الدولية، والانهيار الاقتصادي والكوارث البيئية ليست محصورة في جغرافيا محدودة، بل تضر بالجميع. يناقش كتاب (عيب الفراشة) الفجوة التي تزداد اتساعاً بين المخاطر النظامية وإداراتها الفعالة، ويرينا كيف أن الحراك الجديد للعولمة يمتلك الإمكانية والقوة على زعزعة استقرار مجتمعاتنا. بالاستناد إلى آخر الرؤى من مجموعة كبيرة من الأنظمة، يقدم كل من الكاتبين إيان جولدن ومايك مارياثاسان إرشادات عملية حول كيفية تمكن حكوماتنا، أعمالنا، والأفراد من التحكم بشكل أفضل بمخاطر عالمنا المعاصر. كما يؤكد الكاتبان على أن التعقيدات الحالية للعولمة لن تصبح محتملة في عالم تزداد فيه المفاجآت وتتوسع آثارها يوماً بعد يوم. وتجسد الأزمة الاقتصادية الأخيرة الشكل الجديد لمخاطر الأنظمة التي سوف تشكل العقود القادمة، ويقدم الكاتبان العمل الأول الذي نستطيع من خلاله فهم طريقة عمل مثل هذه المخاطر في القرن الحادي والعشرين. حيث يبين الكاتبان أن قضايا مخاطر الأنظمة موجودة الآن في كل مكان- في الأوبئة، البنية التحتية، علم البيئة والتغير المناخي، الاقتصاد والسياسة. وإذا لم نواجه هذه المخاطر بشكل جيد، فإنها سوف تؤدي إلى ازدياد سياسة الحماية، الخوف من الغرباء، الوطنية وانعدام العولمة، الصراع، وتباطؤ النمو.