لك الحمد يا رب العالمين أن هيأت لبلاد الحرمين الشريفين حكاما يحافظون على مقدساتها، ويحرصون على المزيد من توسعتها على غرار النسق السابق من ناحية البنيان أو التشييد بأجمل المواصفات ذات الروعة الجمالية. كما حرصوا كل الحرص على المقدسات، وكل ما هو قائم منذ فجر الإسلام ومن ذلك حجرات أمهات المؤمنين التي احتوت على مثوى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى جانبه صاحباه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وقد جاء فيما ضمته كتب السيرة: أن الذي ضم حجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهما هو والي المدينة المنورة عمر بن عبدالعزيز ــ رضي الله عنه ــ الذي لقب بخامس الخلفاء الراشدين .. وقد كان مثار اشمئزازي ما كتبه الدكتور علي بن عبد العزيز الشبل طالبا إعادة النظر في تخطيط حجرات أمهات المؤمنين لتصحيح ما قال «إنها أخطاء عقدية» .. فلئن ظن الدكتور الشبل أنه أفضل توحيدا وعقيدة من عمر بن عبدالعزيز فقد خاب وخسر . فالمعروف على مر العصور أن هناك من يكتب ما لا يقبل به شرعا ولا خلقا ومنهم من يتهجم على السابقين الأولين من رجال الإسلام وينكر عليهم بعض ما قاموا به عن جهل في علم، أو ضلال في عقيدة. نعم هناك كتاب يستهويهم الضلال فيكتبون ما لا يليق وليس في ذلك شيء جديد، لكن العيب كل العيب في من ينشر الضلال أن المنكر من القول . لقد مرت على الأمة الاسلامية ألف وأربعمائة عام، ومع ذلك لم يكن هناك أي تغيير أو تعديل بما تم تأسيسه في العصر الأول، وليس هناك من الحكام منذ عصر الخلفاء الراشدين إلى اليوم من عارض آثارا قليلة أهمها دون شك الحجرات التي بها مثوى الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، أو كتابة أسمائهم في جبين صحن المسجد وحتى كتابة الشعر على الجدار أو المواجهة . لقد مرت ألف وأربعمائة سنة تولى حكم الحرمين الشريفين الخلفاء الراشدون، فالدولة الأولى، فالدولة العباسية، ثم التتر الذين عاثوا في الأرض فسادا ثم تحولوا فاعتنقوا الإسلام، فالمماليك، فالعثمانيون ولكن لم يفكروا فيما يطالب به الدكتور علي الشبل! وأعود فأقول: ليس عجيبا ولا غريبا أن يكتب الشبل وأي مخبول ما يشاء ولكن العيب كل العيب والإنكار على جريدة (مكة) التي نشرت ذلك المنكر من القول . وإلى الغد لنكمل ما بدأناه . السطر الأخير : تكلم وسدد ما استطعت فإنما كلامك حي والسكوت جماد فإن لم تجد قولا سديدا تقوله فصمتك عن غير السداد سداد aokhayat@yahoo.com