•• أثبت الإخوة في فلسطين أن انتصار الدم على السيف هو الطريق الوحيد في الوصول الى – الحق – وليس طريق – الهدنة – أو أي طريق آخر. لقد أثبتت دماء ذلك الطفل.. وذلك الشيخ، وتلك المرأة بأنها هي التي تعيد الطريق للنهاية المطلوبة.. لقد اتى صبر أكثر من خمسين يوماً كانت غزة يفوح منها أريج الانتصار وشماً صارخاً في عيون كل الذين لم يحركوا ساكناً لها، وتركوها تعاني، وتواجه بصدر مفتوح كل أنواع أسلحة الدمار على مدى خمسين يوماً. إن بعض – الكتاب – العرب الذين حملوا على أسنة أقلامهم ذلك الصراخ بأن الفلسطينيين يذهبون ببلادهم الى الدمار "بتحرشهم" باسرائيل، اسرائيل تلك المسالمة.. المسكينة التي تريد أن تعيش في سلام، وأن هؤلاء الفلسطينيين هم ما يحاول ايذاؤها، هكذا وصف أحدهم تلك المجازر التي شهدتها غزة – عفواً – العزة - . لقد توصل الإخوة الفلسطينيون الى بداية الطريق الصحيح نحو الكرامة الوطنية بهذه الدماء التي سفحت من أجسادهم.. لقد كان ذلك الطفل الغزاوي، وهو يصرخ على شاشات التلفزيون وهو يقول بلهجته الغزاوية يعطينا أملاً لا خيالاً بأن النهاية لفلسطين عندما راح يصرخ: (ما حننسى فلسطين.. نحن وراكم والزمن طويل). أو ذلك الطفل خالد محمد فضل الجعبري أربعة سنوات، وهو يحاول انقاذ أبيه من أيدي الجنود الصهاينة، وهو يصرخ: أريد أبي. هؤلاء هم مستقبل فلسطين.. تحيا فلسطين.. وغزة هي العزة.