كيف لا يكون ما نشاهده ونلمسه على أرض الواقع مؤامرة، ونحن نرى أن من يملك السلاح الكثير والنوعي والغطاء السياسي هو إما شيعي عميل للفرس أو داعشي متآمر بقصد من بعض قادتهم (أي داعش) وبدونه من أكثرهم ومثلهم كل الحركات المتأسلمة من نصرة وأنصار شريعة وكل أذرع الإخوان العسكرية في الوطن العربي وغيرهم الكثير، فإذا أردت أن ترى وليس أن تعرف فقط انها مؤامرة فانظر إلى من هم الجلادون ومن هم الضحايا فسوف ترى رؤيا العين أن الجلادين هم هؤلاء العصابات التي ذكرنا بعضها وأما الضحايا فهم كل قوى الاعتدال في المنطقة والذين جرى إقصاؤهم وتهميشهم (شيعية كانت هذه القوى على قلتهم أم سنية وهم الأغلبية الساحقة) لا بل وتجفيف منابع تسليحهم المناسب للمعركة وتمويلهم كما هو الحال مع الثورة السورية المعتدلة، وهم الغالبية العظمى من الشعب السوري، لتترك قوى الاعتدال في كل المنطقة بين سندان العصابات الشيعية الفارسية الحكومية في سوريا والعراق وأيضاً غير الحكومية في سوريا والعراق واليمن ولبنان، والمسلحة بالكثير من الأسلحة والكثير من الحقد أيضاً، وبين مطرقة القوى الإسلامية السنية الإرهابية والتي أيضاً تملك الكثير من الأسلحة القادرة فقط على هزيمة وإبادة قوى الاعتدال وتشتيت جهودهم في التصدي لكل العصابات الشيعية الفارسية، وتملك هذه القوى الإرهابية أيضاً الكثير من التخلف والسذاجة التي جعلتهم ألعوبة بيد أعداء قوى الاعتدال الاقليميين والدوليين والذي لولاه أي السذاجة وربما العمالة لما سمح لهم بهذا الصعود الصاروخي المريب (بالرغم من الادعاءات المضللة والكاذبة من بعض دول المنطقة مثل إيران وعملائها والغرب في ملاحقة وتجريم نشاطات داعش والقاعدة، ولكان حالهم أي داعش كحال الجيش السوري الحر مثلاً الذي تعرض إلى الكثير من المؤامرات لإضعافه. فنحن نرى رؤيا العين أن من يملك الكثير من السلاح بلا حساب ولا مراقبة في العراق مثلاً هم العصابات الشيعية الفارسية بغطاء سياسي اقليمي وتجاهل دولي متعمد، أما السواد الأعظم من القوى السنية المقاومة لهذا الإرهاب الشيعي الفارسي فقد تركوا بلا سلاح مناسب ولا غطاء سياسي من أي جهة كانت. والأمر نفسه يتكرر في سوريا، فمن يملك الكثير من السلاح والكثير من الحقد أيضاً فهم إما العصابات النصيرية وحلفاؤها من العصابات الفارسية الشيعية أو داعش وأخواتها والذين يبدو أن البساط قد سحب من تحتهم (أي أخوات داعش) لمصلحة داعش، ربما لأنهم لم يقبلوا أن يكونوا أدوات ودمى في أيدي من يدير حرب الابادة السورية إقليميين كانوا أم دوليين. نفس الشيء يتكرر أيضاً في اليمن فالكثير من السلاح هو إما مع الحوثي ذلك العميل الفارسي المتشيع في شمال اليمن أو مع القاعدة في جنوبه، والذين تقف الدولة اليمنية أو ما بقي منها عاجزة أمامهم، وهذا واضح أشد الوضوح في حصار الحوثي لصنعاء هذه الأيام تحت شعارات مضللة ينطبق عليها قول (الحق الذي أريد به باطل). وكذلك الأمر في ليبيا فالسلاح الأكثر هو بيد المتطرفين الإسلاميين مثل أنصار الشريعة الذين لهم اليد الطولى والكلمة العليا في ليبيا، أما ما بقي من الدولة الليبية وبرلمانها المنتخب وكل الشعب الليبي المعتدل فهو رهينة بيد هذه الحركات الإسلامية الارهابية المتطرفة. وبعد كل ما سبق يأتي مغرض أو جاهل ليتهمنا بأننا من أنصار نظرية المؤامرة، فهل المطلوب منا أن نصدق ما يقوله هؤلاء أم نصدق ما نراه بأعيننا ينفذ على أرض الواقع رؤيا العين.