×
محافظة المدينة المنورة

دراسة: «السوق المالية» تمنع استثمار الأجانب في 70 مليار ريال

صورة الخبر

صحيفة مكة - مكة المكرمة أكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيزالسديس الرئيس العام لشؤون المسجدالحرام والمسجد النبوى وإمام وخطيب المسجدالحرام أن الدعوات المُغرِضة التي تستهدِفُ المُجتمعات الإسلاميَّة عامَّة، وتختطِفُ عقولَ الشباب خاصَّة، ليس وراءَها إلا هدمُ المُجتمع وتفكُّكه، وإخلالُ أمنه واستِقراره.. والمُصطلحاتُ الشرعيَّة التي يستخدمُها هؤلاء لجرِّ شبابنا إلى الويلات باتَت واضحةً مكشوفةَ الأهداف لكل ذي عينين، ولا تزالُ أفعالُهم الباطلةُ الرديئة، وأقوالُهم المُنمَّقة الوبيئة تفضحُ مكنونَ ضمائرهم، وتكشِفُ مضمونَ سرائرهم؛ لأنهم اتخذُوا الدين لرخيص مآربِهم مطيَّةً وذريعةً، ومسلَكًا لأهوائِهم الشَّنيعة، والتضليل والخديعة. ودعا شباب الأمة أن يفيقوا ولا يغترُّوا بالشِّعارات الزائفة البرَّاقة، والمناهج الضالَّة المرَّاقة ممن يُريد التغريرَ بكم، والزجَّ بكم بإسراع في مواطِن الفتن وبُؤر الصراع، وليَسَعهم ما وسِعَ سلفَهم الصالحين، وعلماءَهم الربَّانيين. وقال: إن على العلماء والمُفكِّرين والدعاة والمُربِّين أن يستنهِضُوا العزائِم والهِمَم، ويطَّرِحوا عن أنفسِهم التوانِيَ والصمتَ والوهَن، وأن يقولوا كلمةَ الحقِّ دون مُوارَبَة، لا يخشَون في الله لومةَ لائمٍ، ينفُون عن دين الله تحريفَ الغالِين، وانتِحالَ المُبطِلين، وتأويل الجاهِلين. وأوضح أن من سُنن الله الشرعية والكونية ما يكونُ بين الحقِّ والباطل من نزاع، وبين الهُدى والضلال من صِراع، ولكلٍّ أنصارٌ وأتباع. وقال السديس: كلما سمَقَ الحقُّ وازداد اتِّضاحًا، ازداد الباطلُ ضراوةً وافتِضاحًا، وهكذا بعد المِحَن يذهبُ النورُ بذُيولِ أهل الفجور فلا تسَلْ عبر التأريخ عن فِعال أهل الكفر الشَّنعاء، أو رزايا التتار الشَّعواء، أو بلايا المغول البلوَاء، أو فتنة القرامِطة الدَّهياء، الذين سعَوا لقمع أهل الإسلام وغيرهم سلَفًا وخلفًا، ممن ضجَّت الخضراءُ والغبراءُ لجُرمهم الكَفور، وحقدِهم الطامِي بالفُجور والشرور. وأضاف: «أمَّتُنا تمرُّ اليوم بمرحلةٍ تأريخيةٍ حرِجة، وسيكون التأريخُ شاهدًا على من كانوا الأداة الطيِّعة، التي استغلَّها الأعداءُ لتمزيقِ الأمة، وتفريق كلمتِها، وتشويه صُورة الإسلام النقيَّة، وألا يُؤثِروا منهجَ السلامة على سلامة المنهَج، وأن يُرسِّخوا العقيدة الإيمانية السلفية الصحيحة لدى النشء والأجيال، في تمازُجٍ بين الوحدة الدينية، واللُّحمة الوطنية، وفقَ الضوابط الشرعية والمقاصديَّة، التي يُعانِقُ فيها الوطنُ الإسلام تعانُق الألف واللام في ارتِكازٍ على العلم المتين والفِكر المُتأصِّل المتين. وذكر: إن من عجائب الأمور، ومما يحارُ فيه ذوو العقول أن يُوجِّه أصحابُ السِّهام المسمومة، والأنفس الضيِّقة المحمومة أسَلاتهم المشؤومة إلى دُرَّة الأوطان، ومهبِط الوحي ومأرِز الإيمان بلاد الحرمين الشريفين وهى بلاد التوحيد والوحدة، والقرآن والسنَّة التي جعلَها الله مثابةً للناس وأمنًا وقبلةً. وبين أن التاريخُ يُعيدُ نفسَه وما أشبَه الليلة بالبارِحة، وكما لم تسلَم خيرُ القرون من نزَغَات الشياطين، ظهرَت أولُ بدعةٍ في الإسلام في نهاية الخلافة الرَّاشِدة، حيث الخوارِج ومن سار على درب أسلافِهم ممن قصُرَت أفهامُهم، وطاشَت أحلامُهم، ففهِموا النصوصَ الشرعية فهمًا خاطئًا، مُخالفًا لفهم الصحابة والسلَف الصالح- رضي الله عنهم أجمعين- فشوَّهوا صورةَ الإسلام بنقائِه وصفائِه وإنسانيَّته، وانحرَفُوا بأفعالِهم عن سماحته ووسطيَّته ويفعلون ذلك باسم الدين، وينشُرونَه على مرأى ومسمعٍ من العالمين، وكل من لا يعرف الإسلام على حقيقته يظنُّ أن ما يصدُرُ عن هؤلاء الغُلاة خوارِج العصر هو الإسلام، والإسلامُ الحقُّ منهم براء.