في كل ما يحدث لسوريا الآن، الشعب وحده من يدفع الثمن، فالمبادرة الروسية التي تعلق بها الرئيس الأمريكي كجزء من حل يرى أنه بالإمكان تحققه سياسيا، ما دفعه إلى تأجيل تصويت الكونجرس على الضربة التي حشد لها طيلة الأسابيع الماضية. وفي الوقت الذي كانت المبادرة تطرح على طاولة الحوار، وكان الرئيس الأمريكي يلقي خطابه للشعب الأمريكي، كانت قوات نظام الأسد تقصف حي برزة للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع. لقد عبر الموقف الخليجي في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون عن رؤية دقيقة وعميقة لمستقبل سوريا وشعبها في حال استمر الرئيس الأمريكي مترددا حيال توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، واستمرت روسيا في تشجيع ودعم النظام على المناورة وتضييع الوقت الذي لا طائل من ورائه، ويدفع الشعب السوري وحده الثمن. من خذل هذا الشعب الذي يموت بالمئات يوميا، وتجرب فيه كل أنواع الأسلحة المحظورة وغير المحظورة؟، هل هو الطاغية الذي وضعه في آخر حساباته أم المجتمع الدولي الذي صم آذانه كثيرا على ما يحدث في سوريا أم القوى العظمى التي تتقاذفه وفق أجندات مصالحها الخاصة أم عدم فاعلية مجلس الأمن والجامعة العربية في التصدي لوقف نزيف الدم السوري، الذي سيزداد مع مهلة المماطلة التي طلبتها روسيا وأيدتها الولايات المتحدة. إن الاستمرار في التسويف والمناورة والمماطلة يشجع نظام الأسد على المزيد من الطغيان والقتل والاستهانة بالمجتمع الدولي الذي بدا عاجزا عن محاسبته. الشعب السوري وحده من اكتوى بنار بشار الأسد ونظامه، ووحده من يعايش الموت يوميا ولا بد من تحرك عاجل قبل أن يفنى هذا الشعب.