شهدت القارة الصفراء مستويات مختلفة من الإثارة مع خوض إياب ربع نهائي البطولة القارية. وتركز الاهتمام على إقصاء صاحب اللقب جوانجزهو إيفرجراندي على يد نادي ويسترن سيدني واندررز الأسترالي الناشئ بفضل قاعدة الأهداف المسجلة خارج الأرض. كذلك كان اللقاء الكوري الصرف ندياً وانتهى بفوز سيؤول على بوهانج بركلات الترجيح بعد انتهت مباراتا الذهاب والإياب بالتعادل السلبي. وفي الجانب الغربي من القارة، أتت النتائج أكثر وضوحاً وكان الفصل بين الفرق أسهل، خاصة بالنسبة للعين الإماراتي الذي تجاوز الاتحاد السعودي بسهولة مفاجئة. بينما استحق الهلال السعودي فوزاً صعباً على السد القطري بنتيجة إجمالية 1-0. وبذلك تكون موقعتا نصف النهائي مقسومتين بين شرق القارة وغربها، بينما يلتقي طرفا آسيا في النهائي. يقودكم موقع FIFA.com في جولة على ما شهدته القارة الصفراء من إثارة في بطولة الأندية الأكثر أهمية. مباراة القمة جوانجزهو إيفرجراندي ويسترن سيدني واندررز انصبّ اهتمام متابعي كرة القدم الآسيوية على مركز جوانجزهو تيانهي الرياضي الذي غصّت مدرجاته بأربعين ألف شخص لمتابعة ناديهم وهو يستمر في حملة السيطرة على الساحتين المحلية والقارية. وكان لقاء الذهاب المحموم قد انتهى بهدف دون رد لصالح وسترن سيدني واندررز، ومنع ثلاثة من لاعبي جوانجزهو إيفرجراندي من خوض الإياب، بينما توجب على مارتشيلو ليبي متابعة المباراة من المدرجات. تم حسم الإياب بضربتي جزاء، الأولى في الشوط الأول فرّط بها ألكسون وتمكن الحارس أنتي كوفيتش من صدها، بينما نجح تومي جوريتش لاعب واندررز بالتهديف من ضربته في الشوط الثاني وجعل النتيجة الإجمالية للقاءين 2-0. وبذلك أصبح جوانجزهو صاحب الأرض بحاجة إلى ثلاثة أهداف لتجاوز الفريق الزائر، وبذل لاعبوه جهوداً خارقة في سبيل ذلك. تمكّن المخضرم أليساندرو ديامانتي من تقليص الفارق بعيد هدف جوريتش، إلا أن جوانجزهو لم يتمكن من إيجاد طريقه نحو الشباك إلا عبر إلكسون في الوقت بدل الضائع. وبالنتيجة النهائية (2-2، واندررز يفوز بقاعدة الأهداف خارج الأرض) يصبح هذا ثاني نادٍ أسترالي ـ بعد أديلايد يونايتد يبلغ نصف النهائي في البطولة القارية الأهم على مستوى الأندية رغم أنه تأسس منذ سنتين فقط. المباريات الأخرى شهدت العاصمة الكورية الجنوبية إثارة على نفس المستوى رغم عدد الأهداف الأقل، فقد تمكن إف سي سيؤول من التغلب على بوهانج ستيلرز بنتيجة ركلات الترجيح. أتت الفرص التهديفية شحيحة جداً طيلة الوقت الأصلي والتمديد، وكانت الأخيرة لبوهانج في الدقائق الأخيرة من الوقت الممدد عبر اللاعب كيم جايسونج من ضربة حرة. ثم شهدت الضربات الثابتة تألق الحارس سانجون أمام جمهوره بصد ثلاث كرات متتالية لتنتهي المباراة بنتيجة 3-0، واقتناص نادي العاصمة بطاقة التأهل لنصف النهائي بعد أن سبق له أن احتل مركز الوصيف العام الماضي. في هذه الأثناء، استمر العين الإماراتي بأدائه المشرّف على الساحة القارية ولا يزال يبحث عن ذهب البطولة بعد أن سبق ونال أول لقب للمنافسات بحلتها الجديدة عام 2003. وكان الفوز بهدفين دون رد على أرضه في الذهاب بمثابة خطوة كبيرة قبل الإياب أمام الاتحاد. وبفضل هدف سجله اسماعيل أحمد في شباكه عن طريق الخطأ في الدقيقة 35، زادت جرعة الأمل لدى النادي السعودي. إلا أن هذا لم يستمر طويلاً وهزّ أفضل هدافي البطولة أسامواه جيان الشباك ليقتنص هدفه رقم 12 ويستعيد هامش التقدم، ثم أكد عمر عبد الرحمن علوّ كعب الفريق الزائر في مكة بهدف آخر، ثم ثالث من قبل اللاعب البديل ابراهيم دياكي. أما الدوحة فقد شهدت مباراة ندية أكثر عندما فشل السد بتجاوز الهلال لتنتهي المباراة بفوز الفريق الزائر 1-0 بنتيجة إجمالية. أي أن هدف سلمان الفرج في الذهاب هو ما حسم الموقف ليتأهل الهلال السعودي إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2010 وهو الذي سبق له نيل لقب البطولة مرتين بنظامها السابق بطولة الأندية الأسيوية. نجم تحت الضوء بعد الأداء البطولي للحارس يو سانجون مع فريقه سيؤول في الأسبوع الماضي، تألق مجدداً أمام بوهانج وتمكن من صدّ ثلاث ركلات ترجيحية سددها كل من الكابتن هوانج جيسو وزميليه كيم جايسونج وبارك هيتشول. الرقم 0 ـ لعب بوهانج ستيلرز 210 دقائق أمام إف سي سيؤول دون أن يتمكن من هزّ الشباك. واللافت في الأمر أن عدم النجاعة الهجومية استمرّت طوال ركلات الترجيح وفشل الفريق مجدداً باقتناص أي هدف. التصريحات يصدر الناس أحكامهم بناءً على النتيجة، ولكن عند النظر إلى مباراة اليوم، لا يجب أن نشعر بخيبة أمل. سنحت أمامنا مجموعة من الفرص ولو أننا سجلنا هدفاً من ضربة جزاء، لكانت القصة مختلفة، ماسيميليانو مادالوني، المدرب المساعد لجوانجزهو إيفرجراندي.