بعد خمسين يوماً من الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة توقّف القتال الذي أسفر عن مقتل 2143 فلسطينياً. فرحة أهل غزة من الصعب وصفها بعد أن أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الاتفاق الذي اقترحته القاهرة ووافق عليه الفلسطينيون وإسرائيل، وقال عباس إن الاتفاق دائم وشامل، وربما لهذا احتفل الغزيون بالخلاص من كابوس الحرب. لأول مرة وبعد تعنتها إسرائيل توافق على الاتفاق، ومسؤول إسرائيلي كبير يقول «لقد وافقنا مرة أخرى على اقتراح مصري بوقف لإطلاق النار دون شروط وغير محدود زمنياً. أهمية الاتفاق الذي توصلت إليه القاهرة بين الجانبين أنه يأتي بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقِّق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار. وهذا ما أكده الفلسطنيون وما طالبوا به لإنهاء معاناة سكان غزة الذين يعيشون تحت حصار خانق فرضته إسرائيل على القطاع. وتأتي أهمية هذا الاتفاق بالدرجة الثانية، لأنه يخمد بؤرة متوترة في المنطقة التي تعصف فيها الصراعات ويستعر القتال فيها، ويمثل هذا الاتفاق الذي طال انتظاره من الفلسطينيين رسالة إلى كل الأطراف المتحاربة أن إنهاء الصراعات ممكن مهما كان الطرفان متباعدين في الشروط والمصالح. كما أن هذا الاتفاق سيمهِّد لإعادة إحياء المفاوضات بين الطرفين على المرحلة النهائية في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين وإنهاء حالة اللا حرب و اللا سلم التي أدت إلى ثلاث حروب في غزة. المجتمع الدولي والدول الراعية لمفاوضات السلام بين الطرفين يجب أن تبدأ بالدعوة فوراً لهذه المفاوضات ووضع زمن محدَّد لإقرار حل الدولتين بشكل ملزم لإسرائيل التي ماطلت وتماطل لأجل تغيير الواقع على الأرض. فهل يتحرَّك المجتمع الدولي ومجلس الأمن لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي طالت كثيراً؟