×
محافظة مكة المكرمة

حريق في جدة ينهي حياة 3 أطفال

صورة الخبر

مجموعة داعش الإرهابية في العراق وسوريا، من حيث أرادت الهدم، تسببت بالبناء! بيان هذا أن داعش طفرة إرهابية دينية، جعلت أسامة بن لادن والظواهري، بل حتى الزرقاوي والوحيشي والمقرن، لوردات إنجليزا بجوارهم. دعاة الإرهاب وشيوخ التحريض والقتل والفتنة، من الكويت والسعودية ومصر والأردن، مثل المقدسي وهاني السباعي والمحسيني والعجمي، هدف لداعش، ويرون فيهم مثبطين ومخذلين عن الالتحاق بـ«الدولة»، ما جعل هؤلاء يقلبون ظهر المجن على داعش، ويشنون حملات مكثفة ضدهم، أكثر حتى من حملات إيران وأميركا، مع أن جوهر خطاب داعش هو مثل النصرة التي ينصرها هؤلاء، وخلاف القوم على الزعامة، ليس إلا. الآن بسبب هذا السطوع الإرهابي، والفجور في القتل، وهدم كل الأسس التي قامت عليها الدول والمجتمعات العربية والإسلامية، و«استباحة» كل شيء، توحد العالم ضد داعش. انظروا كم أزمة حلتها داعش منذ ظهرت! نحن نعرف الأزمات المزعجة التي سببتها للوجدان والعقل المسلم، لكن كما يقال لكل مصيبة أكثر من وجه، فلنر الوجه الآخر لمصيبة داعش: زال نوري المالكي من المشهد السياسي. جاء حيدر العبادي، زميله في حزب الدعوة، بتوافق سعودي إيراني أميركي تركي أوروبي أممي. صعدت حظوظ الكرد في العراق، وها هو زعيمهم في العراق يحظى بدعم أميركا وأوروبا، بل وإيران التي زار وزير خارجيتها ظريف، أربيل، ليعلن بارزاني أن إيران زودت البيشمركة الكردية بالسلاح والعتاد، كما فعلت أوروبا أيضا، وتناست إيران، مؤقتا، الحساسية من الورقة الكردية، خاصة أن بارزاني ليس محسوبا عليها. نظام الأسد يحاول إعادة إنتاج نفسه وتجديد شرعيته، عبر التبرع بتقديم الخدمات والتعاون مع أميركا والغرب للعمل ضد داعش، وكأن داعش صارت تعويذة الخلاص للنظام من النبذ الدولي، وهو ما جعل وزير خارجية الأسد وليد المعلم يخرج بعد غياب ليقول في مؤتمر صحافي، متناسيا كل شتائم النظام في المجتمع الدولي، وقوله هو شخصيا في وقت سابق بإمكاننا نسيان أوروبا من الخارطة، ليقول الآن: «نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي». كما قال بحرارة عن التعاون مع أميركا وبريطانيا: «أهلا وسهلا بالجميع». بالنسبة لإدارة أوباما المعاندة لأي عودة عسكرية أو أمنية للمنطقة، حماية لمصالحها في المقام الأول، تزحزحت عن صخرة العناد هذه وبدأت لسعاتها الجوية عبر «الدورن» وغيرها تؤذي داعش في شمال العراق، وها هي تخطط لشيء من هذا في سوريا، على اعتبار أن داعش تشكل تهديدا إقليميا من شأنه أن يصبح تهديدا لأميركا، كما قال الجنرال ديمبسي. داعش فعلت هذا بأقل من شهرين. فلم لا تنبعث الهمم في الدول المسلمة والمهاجر الإسلامية لبث مصل جديد في أوردة العقول والنفوس ضد «إيبولا» داعش؟ أحجمت كل الدول المسلمة عن الشروع، حقا، بمكافحة خطاب الإسلام السياسي الجهادي، خوف التكفير والشتيمة. داعش بفجورها تزيل هذا، فهل تشرق الشمس كهوف الجهل والتزمت؟ هل نكون في الموعد؟ m.althaidy@asharqalawsat.com