مثلما يؤكدون: أن (الدنيا حظوظ)، وبما أنها كذلك، فقد أعجبت أحد المطربين هذه الحقيقة وغناها، ورددتها أنا وحفظتها عن ظهر قلب، على أمل أن أصاب بعدواها، ويمر العمر الطويل ولم يشرفني حتى الآن برؤية طلعتها البهية. والمرة الوحيدة واليتيمة التي طرق الحظ بها بابي، حصلت قبل ردح من الزمن عندما كنت طالبا أدرس بالخارج، واشتريت تذكرة مسابقة للرهان الأسبوعي على نتائج دوري كرة القدم الإيطالي، وبعد أن وضعت كل الاحتمالات التي أتوقعها، خفت من المخاطرة والخسارة؛ لهذا عرضت على اثنين من زملائي أن يشاركاني بالربح والخسارة، فوافقا ويا ليتني لم أعرض عليهما ذلك؛ لأن توقعي كان صائبا، وفزنا مع الآلاف غيرنا، وقسمت الجائزة على الجميع، ولم ينلني من كامل جسد الجمل غير أذنه، بعدها أخذت ألوم نفسي وحقدت على زميلي اللذين شاركاني بالمكسب؛ لهذا كان حظي أعرج لا يعتد به، ومن يومها قاطعت كل الرهانات. تذكرت ذلك عندما قرأت اليوم أن مواطنا (نيوزيلنديا) قد فاز بجائزة اليانصيب، ولكنه قبل أن يستلمها (انخض) ثلاث خضات. الخضة الأولى عندما بشره أحدهم بأنه فاز بـ(14) ألف دولار، فطار من الفرح وأخذ يرقص كالمعتوه، ولكن لم يمض على تلك البشارة غير عشر دقائق، حتى اتصل به تلفونيا ذلك الرجل الذي بشره ليقول له: إنني آسف لقد كان الخبر الذي نقلته لك خاطئا، وقبل أن يكمل كلامه ومن هول الصدمة والإحباط، أغلق الخط بوجهه وانخرط بالبكاء، غير أن الرجل عاود الاتصال به مرة أخرى ليقول له: إنك لم تفز بـ(14) ألف دولار، ولكن الحقيقة أنك فزت بـ(14) مليون دولار، ومن هول الخبر أو (الخضة) الثالثة أغمي عليه، ولم يفق منها إلا بعد ساعة كاملة في المستشفى. أما سعيد الحظ حقا، فهو رجل أمريكي تداركه القدر في آخر لحظة، فالرجل اشترى تذكرة مسابقة (اللوتو) من متجر (بأنديانا)، وحيث إنه سائق شاحنة نقل في الطرق السريعة، فقد أعياه التعب وقطع المسافات الطويلة، فغاب عن ذهنه ونسي تماما موعد فرز نتائج الجائزة الكبرى، التي أعلنت في محطات التلفزيون أن هناك شخصا واحدا فاز بالجائزة التي مقدارها (221.7) مليون دولار. وبعد أن تكررت الإعلانات ولم يظهر الفائز، وحيث أن من شروط الجائزة أن هناك وقتا معينا ونهائيا إذا لم يظهر الفائز... تغلق المسابقة ويحرم الفائز منها. وقبل ثلاث ساعات فقط من الإغلاق نبهه أحدهم، وتداركه الحظ في آخر لحظة. وأفادت قناة (ويش تي في) بأن لدى الرابح إمكانية أخذ مبلغ 111.7 مليون دولار دفعة واحدة، أو الحصول على 7.39 مليون سنويا طوال 30 عاما. فاختار العرض الأول، وبواسطته اشترى كامل الشركة التي يعمل فيها كسائق. نقلا عن عكاظ