أطلقت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة ممثلة بإدارة الابتعاث والتدريب والدراسات الطبية العليا دورة «إعداد مدربين في السلامة الدوائية» أمس الأول، ضمن برامجها التدريبية للعام التدريبي 1435هــ، بالتنسيق مع إدارة الرعاية الصيدلية بالمنطقة وبالتعاون مع معهد البحوث والدراسات الاستشارية بجامعة أم القرى. قدم البرنامج نخبة من المختصين في مجال الصيدلة والسلامة الدوائية وهم الدكتورة ثريا الزهراني مديرة إدارة التدريب والابتعاث، الدكتورة مها المدني مديرة البرنامج التدريبي مشرفة جودة ومقيم مستشفيات، الدكتور عادل بابكر، الدكتور ياسر الأحمدي، الدكتورة وداد العنزي مديرة الرعاية الصيدلية بمستشفى الأنصار، الدكتور أحمد المزيني مدير إدارة الرعاية الصيدلية بالمنطقة، وقد حضر الدورة عدد كبير من الكوادر الصحية من داخل وخارج منطقة المدينة المنورة ما يقارب 75 متدربًا ومتدربة. وتهدف الدورة إلى تحقيق سلامة المرضى بتطبيق المعايير الوطنية والتعرف على مبادئ وأساسيات التيقظ والسلامة الدوائية وأهميته وتطبيقها في المجتمع وعلى المرضى. ومعرفة طرق ووسائل الإبلاغ المختلفة على الأعراض الجانبية والأخطاء الدوائية. و أفادَ مدير عام الرعاية الصيدلية بوزارة الصحة الدكتور يوسف بن أحمد العومي لـ»المدينة» أن هذا البرنامج التدريبي (إعداد مدربين في السلامة الدوائية) لفئة الصيادلة والمساعدين الفنيين والذي يعتبر الأول بعد برنامج الوزارة ويفيد منطقة المدينة ومحافظاتها، يأتي من حرص المسؤولين على نشر توعية السلامة وتقليل الأخطاء الدوائية والتي أثبتت الأبحاث أن نسبة كبيرة منها يمكن تجنبها عن طريق توعية العاملين في القطاع الصحي ووضع الأنظمة التي تصب في مصلحة المريض. وقالت مديرة إدارة التدريب والابتعاث وعضو المركز الوطني لمعلومات الأدوية بوزارة الصحة الدكتورة ثريا الزهراني خلال الدورة: لتقليص معدل الأخطاء الطبية بداية يجب الاعتراف بوجود المشكلة وعدم محاولة إخفائها أو التستر عليها، فهدفنا إعداد مدربين في برنامج السلامة الدوائية وهو برنامج قائم بذاته اعتمدته الرعاية الصيدلية بالوزارة واعدت مسؤولين عن برامج السلامة الدوائية والتي هي جزء لا يتجزأ من برامج الجودة وسلامة المرضى، مشيرة إلى أن أهم الخطوات التي يجب اتباعها لتقليل حدوث الأخطاء الطبية وتلافيها: • إنشاء برنامج مستمر لتقليص الأخطاء الطبية والتوعية المستمرة بهذا النطاق. • تشجيع العاملين والمراجعين بالقطاع الصحي للإبلاغ عن الأخطاء الطبية من أولى الخطوات التي يجب تعزيزها وذلك بوضع طريقة تساعد على الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث والنظر إليها بإيجابية لحلها وعدم التعامل معها بطريقة البحث عن المجرم وعقابه، لأن ذلك سوف يمنع العاملين عن التبليغ. • إيجاد وسائل سهلة للإبلاغ عن الأخطاء الطبية عن طريق الإنترنت والهاتف المخصص للبلاغات والاستمارات الورقية. وأشار الدكتور أحمد المزيني مدير إدارة الرعاية الصيدلية بمنطقة المدينة إلى أن الأخطاء الدوائية هي عبارة عن أخطاء يتم ارتكابها في المجال الطبي نتيجة انعدام الخبرة أو الكفاءة من قبل الطبيب الممارس أو الفئات المساعدة وتصل نسبة حالات الوفاة نتيجة خطأ طبي إلى معدلات عالية سنويًا في معظم أنحاء العالم ومنها الدول المتقدمة، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال تقدر حالات الموت الناتجة من أخطاء طبية إلى ما يقارب 98.000 حالة وفاة سنويًا. الأخطاء الدوائية ونسبة حدوثها وذكر الدكتورعادل بابكر أن حقوق وسلامة المرضى وعدم الخلط بين الأدوية المتشابهة من حيث الشكل واللفظ وتحديد هوية المرضى وتوفير جميع المعلومات الخاصة بالمريض عند إحالته وأداء الإجراء الجراحي الصحيح في الموضع الجسمي الصحيح ومراقبة تركيز المحاليل عالية الخطورة وضمان ملاءمة الأدوية المقدمة في جميع مراحل الرعاية الصحية، وتلافي الخلط بين الأسلاك الدقيقة «القساطر» والأنابيب، واستعمال أدوات الحقن مرة واحدة فقط، وتحسين نظافة اليدين للوقاية من أنواع العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية هي من أهم الأسباب التي تقلل من خطورة الأخطاء الدوائية ونسبة حدوثها. وأشارت مديرة الرعاية الصيدلية بمستشفى الأنصار الدكتورة وداد العنزي إلى أن أسباب الأخطاء الطبية يمكن تقسيمها إلى الفئات التالية: • أخطاء التواصل ونقل المعلومات: وتعد من أكثر أسباب الأخطاء الطبية شيوعًا.. مثل صرف علاج بدل علاج مشابه بالاسم أو إعطاء جرعة مضاعفة بسبب عدم وضوح الرقم أو إعطاء معلومات غير واضحة بين قسم الإسعاف وأقسام التنويم أو اختلاط الملفات وتشابه الأسماء بين المرضى. * عدم توفر المعلومات مثل تأخر وصول نتائج التحاليل بالوقت المناسب في الحالات الإسعافية أو عدم توفر نتائج التحاليل التي قد يعتمد التشخيص وصرف العلاج على أساسها أو فقدان المعلومات الطبية عن المريض عند نقله من قسم طبي إلى قسم آخر. • الأخطاء البشرية أخطاء تقنية كوضع اسم علاج على حاوية علاج آخر أو وضع فصيلة دم مختلفة على كيس الدم. • فشل في الأجهزة مثل خلل في المضخة الوريدية مما يؤدي إلى إعطاء جرعة زائدة أو ناقصة من العلاج. • نقص بالإمكانات الطبية: كعدم توفر أجهزة للأشعة مما يؤدي إلى التشخيص الخاطئ أو تأخر العلاج. وقال الدكتور ياسر الأحمدي مدير صيدلية مستشفى الملك فهد إن إعداد وعمل تقارير ورصد الأعراض الجانبية من الطرق الكفيلة بمنع وقوع الأخطاء الطبية من أجل سلامة المرضی. وأن عدم كفاءة الأنظمة والإجراءات من أهم أسباب الأخطاء الطبية لأنه مع وجود نظام جيد ودقيق لتفادي الأخطاء وضمان سلاسة الإجراءات يتم تلافي أكثر الأخطاء الشخصية واكتشافها قبل وصولها إلى المريض. وقالت الدكتورة مها المدني مقيم المركز الوطني للجودة الصيدلية: إن رصد وكتابة تقارير الأخطاء الدوائية وكيفية عمل تحليل المشكلات وطرق حلها هي من اشتراطات الجودة للصحة العامة ولا بد من أخذ بيانات المريض عند صرف وصفة العلاج وبالذات في الصيدليات الخارجية لإمكانية التواصل معه في حالة الخطأ في صرف العلاج. من جانبه أكد مدير التدريب بوكالة دعم الاعتماد المهني معهد البحوث والدراسات الاستشارية المهندس أحمد فقيه السيد أنه من أهم ثمار التعاون في العقد الحالي للدورات التدريبية لما له من أهمية على كل صيدلي ولكل مواطن ولمعرفة الحقوق والواجبات. من جانب آخر التقت «المدينة» بعدد من الحضور من الأطباء والصيادلة من داخل وخارج المدينة المنورة الذين ثمنوا هذه البرامج التدريبية التي من شأنها رفع مستواهم وأدائهم الوظيفي. الدكتور ماجد محمد كردي المدير الطبي لمجمع عيادات نور قباء لطب الأسنان المدينة المنورة قال: سعدت كثيرًا بالدورة واستفدت منها وأنصح كل من يعمل بالحقل الطبي أن يحضر مثل هذه الدورات. مضيفًا: شجعتني الدورة على أن أنقل ما استفدت منه لبيئة عملي وحرصي على تجاوز أي خطأ من قبل الأطباء أو الطاقم التمريضي. وأعرب بدر با يزيد صيدلاني من مكة عن إعجابه الشديد وشكره لإدارة التدريب والتطوير لما قامت به من مجهودات عظيمة تندرج تحت خدمة مهنة الصيدلية عمومًا وموظفي وزارة الصحة خصوصًا وتذليل جميع العقبات التي من شأنها خلق بيئة عمل صحية تضمن تطبيق جميع معايير الجودة والسلامة العالمية. وعليه نشيد بهذا العمل وهذا المجهود لإخراج مكامن الضعف عندنا كعاملين وتحويلها إلى نقاط قوة تصب في مصلحة المريض أولًا ومن ثم اكتسبنا مهارات جديدة. وأشاد غازي محسن الحربي رئيس قسم الصيدلة بمستشفى أحد قائلًا: الدورة ممتازة ومميزة ونحن الصيادلة بحاجة ماسة لمثل هذه الدورات وللمعلومات القيمة التي قدمت خلال تلك المحاضرات. ووصف الدكتور خلدون إدريس الدورة بأنها رائعة بجميع المقاييس التنظيمية والعلمية. معربًا عن شكره لوزارة الصحة، كما نشكر الإخوة القائمين على تنظيم الدورة على حسن التنظيم وابتسامتهم الدائمة. المزيد من الصور :