ياسر العتيبي- سبق- الرياض: رصد فريق من مكتب التحول بوزارة الصحة، والذي عمل على الالتقاء بموظفي وموظفات المراكز الصحية في القرى والهجر، عبر اتصال جماعي مسموع بمقر أعمالهم، تبايناً كبيراً بين المناطق في آلية تطبيق دوام الفترتين، حيث لم يكن هناك معيار ثابت من وزارة الصحة يقرر عليه دوام المركز فترة واحدة أو فترتين أو 16 ساعة أو 24 ساعة، بل كان اﻷمر اجتهادات من مديريات المناطق والمحافظات، ولم تكن التضاريس هي سبب فرق المسافات، حيث وجد مراكز صحية على طرق سريعة وقريبة من المستشفيات تعمل فترتين، ورصد مراكز بعيدة في قرى وهجر تعمل فترة واحدة، وكذلك تم رصد مشكلة المناوبات في مراكز الفترتين بدون مقابل. كما اكتشف أن بعض المراكز الصحية لا يوجد فيها صيادلة نهائياً وأن التمريض هو من يقوم بأعمال الصيدلي حيث هرب الكثير من الكوادر من هذه المراكز بعد أن أصبحت بيئة منفرة للعمل. جاء ذلك خلال اجتماع عقد بمكتب التحول بالصحة أمس اﻷحد بوزارة الصحة بإشراف المستشار ماجد باشا مع مجموعة من موظفي وموظفات المراكز الصحية بالقرى والهجر، حيث تم التواصل مع مجموعة من الموظفين والموظفات بمقر أعمالهم. وجاء الاجتماع بتوجيه من مشرف إدارة التحول المستشار ماجد باشا، حيث طلب أن يعقد الاجتماع مع الجميع كل في مكانه، حيث طرح الخيار اﻷول وهو أن يكون الاجتماع باتصال مرئي عبر شاشات في قاعة الاجتماعات في المراكز الصحية، ولعدم توفرها تم طرح الخيار الثاني وهو أيضاً باتصال مرئي عبر برنامج Skype، ولعدم توفر خدمة الإنترنت في بعض القرى، تم استخدام الخيار الثالث وهو الاتصال المسموع الجماعي. وتم التواصل مع حوالي 26 موظفاً وموظفة في أماكنهم ومقر أعمالهم في خطوة رائعة حققت توفيراً للوقت وللجهد، وأتقنت استغلال التكنولوجيا الحديثة المتوفرة، وتم الوصول لكل قرية وهجرة في المملكة، وأخذ المعلومات من مصادرها الحقيقية، وسماع صوت الموظف والموظفة، وأخذ آرائهم كمقدمين للخدمة، تنفيذاً لتوجيهات وزير الصحة. وعقد الاجتماع من مكتب التحول بوزارة الصحة بإشراف ودعم من المستشار ماجد باشا وبتنسيق من أخصائية أول موارد بشرية، بيان الشهوان، التي تولت التنسيق مع المجموعة بالمراسلات عبر اﻹيميل الرسمي للموظفين والموظفات، وحضر في الكنترول كل من مستشار أول موارد بشرية ريما الدريس، والمنسقة أخصائي أول موارد بشرية بيان الشهوان، وأخصائي أول موارد بشرية العنود السياري، وأخصائي موارد بشرية سارة القحطاني، وحضر كذلك من فريق PWC مساعد مدير أحمد التصلق ومساعد مدير خالد بن بريك. وبعد أن تم جمع كم كبير من المعلومات تركزت حول المشاكل واﻷضرار التي تعرض لها الموظفون والموظفات من جراء دوام الفترتين والمقترحات والحلول التي يرونها مناسبة، وخطوة تفريغ هذه المعلومات وتحليلها علمياً ودراسة الحلول والمقترحات التي قدمت. وتم ااستماع لـ10 موظفات سعوديات وأتيحت لهن الفرصة كاملة لطرح مشاكلهن حيث رأت إدارة التحول أن الظروف قد لا تساعد العنصر النسائي، خاصة في الوصول إلى الوزارة وللمسؤول، وكذلك أحياناً يكون الحياء هو المانع لهن من ذكر مشاكلهن، فتم تخصيص الوقت الكافي لهن وطرحن مشاكلهن بكل سهولة عبر الاتصال، وهن في مقر أعمالهن وتم رصد مشاكلهن كاملة. وقد بدأ الاجتماع، في تمام الساعة 11 صباحاً وانتهى حوالي الساعة 3 عصراً. علماً أن هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة اجتماعات وورش عمل عاجلة وجه بها وزير الصحة المهندس عادل فقيه لمعالجة قضية دوام المراكز الصحية في القرى والهجر وتعهد برفع الظلم عنها وإعطاء طواقمها كامل حقوقهم أسوة بغيرهم. ورأى الموظف عبدالله سعود البشري من صحة القصيم أن هذه الخطوة تعد تحولاً جديداً في تاريخ وزارة الصحة حيث قال: كنا نتكبد عناء السفر وأخذ إجازة والوصول إلى الوزارة ولا نجد من يستمع لنا، وأحياناً لا نجد المسؤول لظرف عمل أو إجازة أو غيره، واليوم الوزارة عبر إدارة التحول تصل إلينا في مكاتبنا ومقر أعمالنا في اجتماع موسع. بينما قال الموظف محمد العنزي من صحة حائل لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والعرفان لوزير الصحة المهندس عادل فقيه الذي تولى ملفنا القديم، ووعدنا بحل قضيتنا، وما حصل اليوم من اجتماع ضم موظفين وموظفات من أغلب مناطق ومحافظات المملكة، أمر بالنسبة لنا غير عادي ونعتبره نقلة كبيرة جداً بإذن الله. بينما رأت الموظفة أم جنى من صحة القنفذه أن الوزارة وعبر إدارة التحول أتاحت لها وللكثير من زميلاتها البوح بمشاكلهن التي يعانينها بسبب دوام الفترتين المرير والاستدعاء أوقات الطوارئ بحيث أصبحن في رباط شديد. وأضافت: نعاني نفسياً وأسرياً وبدنياً واجتماعياً، فلانستطيع أن نترك أطفالنا مع الخادمات في ظل مشاكلهن اﻷخيرة التي لاتخفى على أحد، ولانستطيع تركهم عند اﻷجداد من الصباح حتى الساعة 9 ليلاً، بإختصار كان الله في عوننا وعون أطفالنا وأزواجنا وأولادنا. وأكد عدد من العاملين الصحيين، بأن الحل لكل هذه المشاكل والمعاناة هو توحيد دوام المراكز الصحية في القرى والهجر لفترة واحدة أسوة بغيرها، وأن تكون ساعات العمل في الشهر وفق لوائح وأنظمة وزارة الخدمة المدنية وهي 176 ساعة عمل، و 32 ساعة مناوبات بمجموع 208 ساعات، بينما الوزارة كلفتنا بعدد 214 ساعة عمل شهرياً، لمدة تسع سنوات قبل أن يتم تعديلها، ولكن لازال هناك خطأ وهو أننا نعمل 208 ساعات، كدوام رسمي من غير المناوبات.