أوضح عدد من أهل الرأي أن حجب المواقع الإلحادية من الأهمية بمكان ولكن هذا الإجراء وحده لا يكفي وأن الضرورة تتطلب انارة العقول بالروحانيات من خلال إطلاق كبسولات غير مباشرة من الوعي، فضلا إلى إحياء المناهج التربوية الميتة، حتى يمكن ضبط النور في داخل الإنسان لتكون لديه مناعة ضد الترهات التي يجري بثها في بعض مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق أوضح الشيخ محمد صالح الدحيم عضو مجلس الشورى والقاضي السابق والمفكر والمستشار القانوني أن وجود هذه الأشياء في هذا العالم المفتوح أمر متوقع وليس مستغربا والناس لهم طريقتهم في الحياة وأيضا حينما يؤمن الإنسان بأي شيء حتى لو كان إيمانه بأشياء غير جيدة فأحيانا يكون إيمانه بأشياء مخلة بالانسانية بكل شيء فيبدأ يبحث في مثل هذه الأشياء ويدعو إليها. المهم نحن الآن في هذا الوطن في هذا المجتمع الذي معالم الدين واضحة فيه وأيضا لدى الإنسان قدرة أن يختار وأن يحاور ويناقش في هذه الأجواء ليس هناك مبرر للإنسان أن يلجأ للظلمات، هناك طرق للنور وعلى كل إنسان أي يبحث عنها وينظر إلى الأسهل، والطرق التي يمكن أن يستفيد بها اتخاذ إجراءات رسمية ضد هذه الجهات شيء جيد و مطلوب وشيء من ضمن رسالة هذه الجهات التي تقوم بها، ولكن لا يكتفى بذلك هناك حراك لابد أن يكون داخل الإنسان ليس حراكا بالحوار ولكن في تحريك الجانب الروحي في الإنسان حقيقة أن الجانب الروحي في الكثير من الناس غير مضيء ولابد أن يتم طرح الأسئلة الذكية وتحريك الإنسان وتعديل سلوكه الروحي بعد ذلك هو لن يختار هذه الظلمات لأن الروح هي فطرة الله التي لا تختار الأشياء السيئة إطلاقا لكن حينما تكون فطرة الله في الإنسان محجوبة فمع الحجب يمكن أن يقع الإنسان في أشياء ويظن أنها أشياء جيدة ولكن بأحقيتها هي أشياء مظلمة، المهم جدا أن يرافق هذه الإجراءات الرسمية بث للروح والسلام في هذا الإنسان وتحريك نحو النور الإلهي القابع داخل كل إنسان لأن الله سبحانه وتعالى لا يتركنا في الظلام كما قال سبحانه وتعالى «ويجعل لكم نورا تمشون به» هذا النور كيف نجده أين هو كيف نصل إليه هذه مهمة الإنسان ذاته ومهمة من يساند هذا الإنسان كالإعلام منبر المسجد من كلمات من كتب من رسائل من وسائل الاتصال الالكترونية المتاحة كل هذه تبحث عن النور داخل الإنسان مع ما ذكرت سابقا من وجود الإجراءات الرسمية التي تحد من انتشار هذه الأشياء السالبة لحياة الإنسان. من جهته أوضح الدكتور هشام عبدالملك آل الشيخ الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء أنه لا شك أن هذه البلاد قامت وتأسست على راية التوحيد لا اله إلا الله محمد رسول الله، وهذه الراية هي التي دعا إليها الرسل عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، لما أسست هذه البلاد أسست على هذه الراية على راية التوحيد هذه الشهادة العظيمة كان ولاة الأمر يحافظون على هذا الدين ويحمونه ويصونونه من كل دخيل ومن كل شبهة تقدح فيه ولما توسعت الأمور وظهرت هذه التقنيات العظيمة التي كان من المفترض أن يستفيد منها الناس استغلها أهل الشر في بث سمومهم وفي بث إلحادهم وكفرهم فكان من ولي الأمر حفاظا على هذا الدين وعلى هذه الشعيرة العظيمة أن يتم منع مثل هذه الأفكار وهذا الترويج لذلك الإلحاد للمنكر فهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم على عاتقها نصح الناس وتوجيههم وإرشادهم فإغلاقهم لهذا الكم من هذه المواقع لاشك انه خطوة ايجابية وجيدة وأمر يشكرون عليه وهو من التعاون على البر والتقوى ومن صميم عملهم، والأمر بالمعروف من شعائر هذا الدين، فقد حرصت هذه الدولة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده على الحفاظ على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحن بفضل الله ما بين فترة وأخرى نسمع انجازات عظيمة عن هذه الشعيرة والدائرة الحكومية التي تحفظ علينا أمور ديننا. وأضاف بقوله «لا شك أن مثل هذه المواقع الالكترونية أصبح العالم بموجبها كالقرية الواحدة فأهل الشر ليسوا بالضرورة أن يكونوا موجودين هنا عندنا في بلدنا إنما يكونون في بلدان وينشرون سمومهم وشرورهم، ولذلك انتشار مثل هذه التقنيات وعدم وجود الوازع الديني عند البعض وعدم تربية الآباء لأبنائهم التربية الصحيحة التي تقيهم من هذه الشرور قد يتأثر بعض الناس وبعض الشباب الذين لا يكون عندهم التحصين القوي. وبين أنه مع وجود مثل هذه الظاهرة لابد من أن نكثف الجهود وننظر في مناهجنا ونعيد صياغتها بحيث تكون أكثر تحصينا للشباب، كذلك دور المسجد والمدرسة والأب في البيت والأم كل هذه الجهات لابد أن تتشارك وتتضافر حتى تقمع مثل هذا الفكر إضافة إلى ذلك حتى البلديات يمكنها نشر اعلانات في الطرقات والشوارع تقي الشباب وتقي الناس من مثل هذا الفكر المنحرف، لا شك انه من الأمور المطلوبة حتى نقي أنفسنا ونقي شبابنا في مجتمعنا من هذه الأفكار. من جانبه أوضح الدكتور والمستشار الإعلامي بجامعة الملك سعود مالك الأحمد أن الحجب إحدى وسائل الحماية لكنه ليس كافيا في هذا الزمان لأن أدوات تجاوز الحجب أصبحت متاحة للصغير قبل الكبير وأيضا مجانية ولا تتطلب من الخبرات والمهارات، فالحجب جيد ولكن ليس كافيا ويفترض أن يكون هناك جهدان جهد في جانب الوقاية وجهد في جانب البناء والوقاية كالتحذير والتنبيه، فمثلا أنا بالأمس تابعت شخصا في برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر» كان يتجاوز حدوده ولا استطيع التلفظ بما كان يقوله ما جعلني انسحب من الموضوع وحتى لو تم حجب هذا الحساب سيقوم الشخص بفتح حساب آخر، فنقول إذن التوعية مهمة جدا وأهم من التوعية هو البناء فالتربية أصبحت شبه ميتة، ليس هناك أي نشاط دعوي، وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية مقصرة، جزء كبير من تلك الوزارة لم يؤد دوره ولم يترك الآخرين يؤدون أدوارهم. إن هناك الكثير من التشدد أحيانا أو الانفلات يجعل البعض يدخل في هذه الأمور ويبتلى بها لابد من المواجهة مع مثل هؤلاء، نتعرف عليهم نقابلهم نناقشهم ونوجههم، فمثلا الآن في الصيف كم أقيمت محاضرة في مثل هذا الشأن وكم منشط دعوي، لا يوجد هناك ما يغطي أوقاتهم ويشغل أوقاتهم، ما يدفعهم إلى النت ويبدأ يشتغل في مثل هذه الأشياء وذلك لعدم وجود جهة متبنية للشباب ولا مؤسسات رسمية، وبالتالي هذه ظواهر تكون طبيعية في إي مجتمع. أما الشيخ الداعية المعروف سلطان عبدالله العمري والمشرف على موقع ديننا ياله من دين إمام وخطيب جامع القرطبة، فقال: لا شك أن الانترنت وسيلة فعالة في الخير والشر وكما أن للخير أعوانا فللشر أعوان والمواقع الإلحادية تزرع الشبهات في نفوس مرتاديها والذي يتابع مثل هذه المواقع لا شك أنه سيتأثر بها ولو بعد حين والشريعة جاءت بإغلاق منافذ الشر وأبواب الفساد العقدي والفكري وغيرها من أبواب الفساد والواجب على الجهات ذات الاختصاص إغلاق ومنع المواقع التي تضر بدين الناس ومعتقداتهم لأن الحفاظ على الدين من أوجب الواجبات وأهم المهمات.