يطالعنا الإعلام المرئي والمقروء والتواصل الإلكتروني بإنجازات وآفاق علمية وعملية، فخر للبشرية، ويبث لنا مآسي ومذابح وحروبا ومجاعات، يتفنن في بث الفتن ما ظهر منها وما بطن. نعم، نحن في عصر الفضاء الإعلامي وإبداع ناقلي الأخبار في توصيل المعلومة والصورة والتحليل، فقد يكون الخبر مصدره واحدا، ولكن ينقل بعدة صور وعدة تحاليل وعشرات الأهداف المعلنة والمخفية. عجبا للبعض منهم يضللون أفكار الآخرين ويقنعونهم بأن اللون الأبيض واقعا أسود لكنكم لم تقرأوا ولم تشاهدوا المشهد الصحيح، فلا مهنية إعلامية، ولا ميثاق يحكمهم. أحيانا أتمنى التخلف الإعلامي، ولا اريد ان تصلنا اخبار المآسي مباشرة على الهواء. فصانعو الأحداث المأساوية غير طبيعيين سيطرت عليهم هوى النفس الشريرة الشيطانية، فأنستهم الإنسانية ومبادئ أديانهم ومعتقداتهم السامية. نشروا أحداث الرعب والقتل والتنكيل والنحر والخوف في أوساط المسالمين، صور مخزية على فاعلها وداعمها، إنها البشاعة الحقيقية اتحفظ على ناقلها. تسللت مناظر الرعب من التلفاز للعقل، فأصبحنا لا ننام. نصبح ونمسي خائفين من غد مظلم فنحن نراه حلما قبل الصباح. يرتفع ضغطي يوميا ويعلو السكر اخبئ محطات القتل والفتن عن ولدي كي لا يسألني من يقتل من؟ من ينصح بالسيف والمدفع؟ لماذا الحقد الاسود يظهر؟ أخاف ان يسألني لماذا يقتل بعضنا بعضا بصرخات الله اكبر؟ يا ولدي حيرني كآبة المنظر، لم استوعب أبدا أنه يعتقد ان القتل يقربه لله أكثر، يا ولدي غدا بمشيئة الله أفضل لا تتكدر، غدا تغيرون، تصححون وتتجاوزون احقاد عقود، تبثون للعالم عبر الفضائيات والاعلام الراقي انه لا مفر من التسامح، لا بديل عن نبد العنف، تعلمون اجيالكم القادمة المعنى الحقيقي لكلمه الله أكبر، الله أكبر شعار المحبة وليس القتل وليس الذبح. رياح المودة لا بد أن تزيل مظاهر الحقد البغيض، سيتراجع الشر حتما بدعم الخير بداخلنا ويتوارى إعلام الشر ويصبح مهنيا أكثر، سيكون الخير مصداقا للواقع، محققا لأمنية التعايش، وسيرحل صانعو صور البشاعة والكراهية. اسمع يا ولدي صوت الحق من أعلى منابر مساجدنا، تدعو للمحبة والتسامح والسلام، تدعو بحق الله أكبر الله أكبر.