×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة الطائف تستعد لاستقبال الطلبة المستجدين الأسبوع المُقبل

صورة الخبر

كان علي الشريف الزهراني، أول أب تربوي ومعلم يشرح لي فوارق الرسم بين الألف والباء. كان "أحول" العين، وحتى اليوم مازلت مؤمناً أن "الحَوَل" رحمة وعطف وأبوة. في الثانية الابتدائية، جاء إلينا "الأستاذ رمزي" من أهالي فلسطين، وأتذكر أنه كان يرفعني "بأذني" إلى فوق رأسه وكان ذنبي يومها أنني "عطست" أمام سادي، كنا نرجف أمامه كالحمام الغارق. كان "رمزي" عقدة الخوف التي مازلت أحملها عن فلسطين حتى اللحظة. منتصف الثالثة الابتدائية فتحت مدرسة "الجهمة والدرب" على أطراف قريتنا وجيء إلينا بكادر "مصري"، كان فصلي يفترش الأرض على شكل حذوة فرس وكان أبي: "المتولي زكي سعيد" يجلس على رأس الدائرة. كان يترك المنهج جانباً ليشرح لنا سورة "الكهف" ومازلت أتذكره مثل شلال عذب هادر. كان يدير مدرستنا الوالد الكبير "محمد يحيى بن حافظ"، لكن عمي "عوض" كان يشعر أنه الأب الروحي للمدرسة، لأنه مع أقرانه من نواب القرى المجاورة وشيخ القبيلة "ابن ثقفان" أقنعوا مدير التعليم "محمد صالح الفواز" بأهمية فتح المدرسة. كان عمي "عوض" رأس هرم "الانتلجنسيا" وأشهر علماء سراة عبيدة وكان "العنب" في زمن الجفاف. أتذكر أنه كان يحضر معنا في الفصل ليستمع إلى تراتيل "الكهف". كان صديقا تاريخيا لأستاذنا "المتولي زكي سعيد" ربما لأن حوارات "الاثنين" قد وجدت في "الشافعية" الفقهية أرضية مشتركة. في الخامسة الابتدائية انتقل لمدرستنا الديكتاتور القديم ذاته "رمزي" من مدرستنا القديمة تحت إغراء نجابة وسمعة مدرستنا الجديدة التي فاقت الآفاق. في الأسبوع الأول: استدعاني مع ابن العم "سعيد بن عوض" وحملنا إلى فوق رأسه من آذاننا كالزنابيل لأنه شاهدنا بعد عصر الأمس نلعب كرة "الشراب" في بسطة آل موسى بالقرية. عدنا من المدرسة نبكي، فمازلت أتذكر وهماً أن "مسامع" ابن عمي طويلة لأن "رمزي" كان يتلذذ بسحبها من الأرض إلى ما فوق الجاذبية. في اليوم التالي حضر عمي "عوض" للمدرسة متمنطقاً خنجره وفي يده بندقية "الميم ون". دخل مع "ابن حافظ" و"رمزي" لغرفة الإدارة ومن بعدها تحول "رمزي" إلى حمامة، ربما لأنه تبين الخيط الأبيض من الأسود. من يومها بدأت حب الكتاب والمدرسة فلا أعلم من السبب؟ هل هو المتولي زكي سعيد أم الشخصية الخارقة في عمي عوض رحمه الله. انتهيت ولا أدري من أنحاز إليه في العنوان. عفواً عمي: أعرف أنك تحب: المتولي زكي سعيد.