في وقت قتل فيه 70 شخصا على الأقل عندما أطلقت ميليشيا شيعية النار داخل مسجد للسنة في محافظة ديالى بشرق العراق، إضافة إلى استمرار محاولات الجيش العراقي وقوات البيشمركة استعادة بلدتين في المحافظة أمس، قال إمام وخطيب الجمعة أحمد عبدالله الجميلي، إن "أهالي الأنبار بكافة مدنها يعيشون بين مطرقة القصف العشوائي لقوات الجيش وتهديدات الميليشيات التي ارتكبت إبادة للمدنيين من الأطفال والنساء في الفلوجة والرمادي والمناطق الغربية وبين مطرقة المفسدين ممن سرقوا المنح المالية للأسر النازحة ونهبوا المساعدات الغذائية والإنسانية". وأضاف أن "ظروف أهل الأنبار أقل ما توصف به بأنها صعبة بل هي أكثر من ذلك، باستمرار القصف الوحشي لقوات الجيش والمليشيات على مناطق الفلوجة والرمادي والكرمة والقائم ورواة وعنة ومناطق أخرى، فضلا عن ارتكاب أبشع المجازر ضد المدنيين من الأطفال والنساء". ومن جانبه، دعا ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في كربلاء، الكتل السياسية إلى التخلي عن سقف مطالبها العالية أثناء خوض مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، مكررا دعوته للعراقيين إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وقال الشيخ عبدالمهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة أمس، إن "الجميع اليوم متفقون على تشكيل الحكومة الجديدة بطريقة صحيحة وأن تكون قادرة على معالجة الأخطاء المتراكمة خلال السنوات الماضية"، مبينا أن "رفع سقف المطالب وكثرة الشروط يعرقل تشكيل الحكومة وعلى الجميع أن يكون واقعيا ويطالب بما هو ممكن". وأضاف في خطبته أن "هناك البعض ممن حملوا السلاح للدفاع عن الوطن، اعتدوا على مواطنين ونحن ندين بشدة هذه الممارسات ونستنكرها لأنها لا تنسجم مع الدفاع عن الوطن وأبنائه"، مطالبا "الأجهزة المعنية بالضرب من بيد من حديد على كل من يتجاوز على المواطنين وأموالهم وكرامتهم، مهما كان توجههم السياسي والديني"، في إشارة إلى تسجيل حالات تهجير قسري في محافظات جنوبي ووسط العراق استهدفت أبناء السنة والجماعة. وكان مصدر أمني عراقي قد أعلن أن 70 شخصا على الأقل قتلوا على أيدي ميليشيا شيعية داخل مسجد للسنة في محافظة ديالى وأن جثثهم وصلت مستشفى في مدينة بعقوبة بالمحافظة، وقال شهود إن عدد القتلى في الهجوم أكبر من ذلك لكن لم يتسن على الفور التحقق من صحة هذه الأنباء. من جانبها، شنت قوات الجيش العراقي والبيشمركة الكردية عملية مشتركة فجر أمس لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى، وتمكن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية من فرض سيطرتهم على البلدتين بعد معارك ضارية خاضتها مع قوات البيشمركة الكردية، مطلع الشهر الجاري. وقال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في خانقين شيركو ميرويس إن "قوات البيشمركة تحركت في عدة محاور باتجاه بلدة جلولاء فجرا"، مشيرا إلى أنها "تحقق تقدما بشكل مستمر، حيث فرضت سيطرتها على منطقة كوباشي الواقعة بين جلولاء والسعدية". وأضاف أن "سيطرة البيشمركة على منطقة كوباشي تعني قطع الطريق بين السعدية وجلولا"، أي أن تحركات مقاتلي الدولة الإسلامية أصبحت "تحت مرمى نيران البيشمركة". وأكد المسؤول الكردي مقتل عنصرين من البيشمركة وإصابة تسعة آخرين فيما "قتل العشرات من عناصر الدولة الإسلامية". من جهة أخرى، قال عقيد في الجيش إن القوات العراقية "تخوض معارك في السعدية، حيث وصلت إلى أطرافها"، مشيرا إلى أن "العملية تجري بغطاء جوي كثيف، وسبق انطلاق العملية عمليات قصف جوي على مواقع" الدولة الإسلامية. يذكر أن العملية المشتركة بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة هي الثانية بعد سد الموصل الذي استعادته من الدولة الإسلامية الأحد الماضي. وكان قد قتل سبعة من قوات البيشمركة الكردية بانفجار عبوة ناسفة قرب سد الموصل مساء أول من أمس، بحسب مسؤول عسكري كردي. وأوضح المصدر أن "عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور إحدى دوريات قوات البشمركة قرب سد الموصل، ما أسفر عن مقتل سبعة من أفرادها". إلى ذلك، قال شهود أمس إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية رجموا رجلا حتى الموت في مدينة الموصل العراقية بعد أن حكمت عليه إحدى محاكمهم بالموت بتهمة الزنا.