×
محافظة الرياض

"مجلس الوزراء": فلسطين تتعرض لوقائع غير مسبوقة من الوحشية والدمار

صورة الخبر

على مدى أسبوعين كاملين عقد ملتقى "أقرأ" ليضم بين جوانبه عدداً من المحاضرات واللقاءات والأنشطة التدريبية والثقافية والفكرية والترفيهية، وكلها تدور في فلك عام وهو #مسابقة_أقرأ، التي تقوم شركة ارامكو ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي برعايتها والقيام بإدارتها وتنظيمها، والجميل في المسألة أنها موجهة لفئة الشباب والشابات من أبناء المملكة العربية السعودية. وكما جاء في التعريف بالمسابقة فهي: مسابقة أقرأ لؤلؤة في عقد برامج مبادرة أرامكو السعودية لإثراء الشباب، تم تصميمها لاحتفاء الشباب السعودي بحبهم للقراءة، وتوفير منصة لهم لاستعراض جهودهم أمام نظرائهم والمجتمع. والقراءة تستحق أن يكون لها هذا العمل الإبداعي الخلاق، ويستحق شبابنا أن نعينهم وننهض بفكرهم بهذه القيمة الحضارية والإيمانية والوجودية، وبمثل هذه الملتقيات والبرامج الجادة والفائقة في جودتها ودقة تصميمها سيكون لدينا ثقافة وطنية شبابية نفتخر بها على مستوى العالم، خاصة العالم الذي ما فتئ يصم أبناء وشباب المملكة بأبشع التهم في العنف والإرهاب، حتى باتت مسألة كبرى على المستوى الإقليمي والدولي، وبمثل هذه البرامج نستطيع صياغة ثقافة واعية ناضجة غير مؤدلجة، وإنما هي منفتحة بوعي واتزان على مفاهيم المعرفة والإنسانية واحترام الثقافة الوطنية. لا أقول إن مسابقة أقرأ قد تأخرت كثيراً، ولكنها جاءت في وقتها المناسب جداً، وفي وقتها الذي تتلاطم فيه صراعات الفكر والسياسة والخطابات المتصارعة في الفضائيات والرقميات الإلكترونية، وقد بات كثير من شباب العالم نهباً لأفكارها وتوجهاتها الخطيرة، لكن القراءة بوصفها مشروعاً في الوعي، واكتشافاً لمناطق التاريخ المهمش، واستنطاقاً لرمزيات التراث الحضاري والإبداعي الذي أنتجته البشرية (بوصفها لحمة إنسان واحد)، هي من ستعمل على استقرار التفكير الحضاري، وإنتاج الثقافة ذات القيمة والمعنى لخدمة البشرية، سواء في منتجها المعرفي أو التكنولوجي. كنت في ملتقى أقرأ، وشاركت الشباب، ومن خلال مفهوم الإنسان، ونظرية علم الجمال حول "الواحد المتعدد"، تباحثنا في منشأ وتشكل الأفكار الإبداعية، وتساءلنا عن الأفكار حول التراث والأطلال والفنون، وتناقشنا نقاشاً ثرياً حول هذا "الإنسان" المجهول، المخيف، المجنون، العاشق، المبدع، البدائي، الذي طوى الزمن وشكل حضارة إنسانية تفخر بها البشرية في الألوان والمسرح والموسيقى والشعر والصورة والتمثيل الجسدي والأدائي الرمزي، كان الشباب والشابات ذوي عقول متفتحة، وكانت أسئلتهم تنم عن ذكاء وشغف، وكانوا يسجلون ويدونون، ويستشعرون أننا بحاجة لكثير من معطيات المعرفة الأنثربولوجية والحفرية للمساهمة في تشكيل مفهوم القراءة في القرن الجديد، وبحاجة لإعادة صياغة فكرية ترى بأن القراءة ليست متعةً أو تسلية، وإنما هي البناء الحضاري المتكامل. شكراً شبابنا وبناتنا على هذه الروح العظيمة، شكراً لزملائي المشرفين والمنظمين لهذا الملتقى الرائع، شكراً لأساتذة الإدارة الإبداعية: فؤاد الذرمان، خالد اليحيا، عبدالله الجويبر، طارق خواجي، أشرف فقيه، هيا الشريف، شكراً لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي الذي سيحقق نقلة نوعية في وعينا وثقافتنا الوطنية.