إن أرادت أي مؤسسة ثقافية التميز، فإنه ينبغي لها أن تضع أمامها أهمية المشاركة الفاعلة في قضايا المجتمع، وألا تتمحور حول نفسها وأدبائها ومثقفيها، وإلا خسرت المزيد من الرواد، وأمامها مسؤولية أخرى كبرى وهي المحافظة على موروثنا الثقافي، وإضافة حقول ثقافية لتنمية المجتمع. ومع بداية موسم ثقافي جديد في المؤسسات الثقافية، وخصوصا الأندية الأدبية والصالونات الثقافية، التي تزخر بها محافظات المملكة، فإنها مطالبة بأن تختار برامج وفعاليات مبتكرة وليست مستنسخة من أعوام سابقة. ولعل الشراكات بين الأندية الأدبية والصالونات الثقافية تحقق المطلوب في تطوير تلك البرامج الثقافية والأدبية لكل جهة؛ سواء الأندية أو الصالونات، والأخيرة كان لها قصب السبق في التميز عن الأولى، فرواد الصالونات الثقافية أكثر بكثير من رواد الأندية الأدبية. ستنجح تلك الشراكات إذا لم تستعل الصالونات الثقافية على الأندية الأدبية، فالصالونات - كما يظن بعض أصحابها - ليست بديلا عن الأندية الأدبية، ولكن كما يؤكد الكثيرون من الأدباء أن الصالونات الثقافية رافد مهم للأندية الأدبية. نحن في الموسم الثقافي الجديد بانتظار هذه الشراكة الفاعلة بين الوجهين الثقافيين في العملة الواحدة؛ الأندية الأدبية والصالونات الثقافية. «عكاظ»