عن دار مدارك صدر للدكتور إبراهيم نتو كتابه الموسوم «لهجة أهل مكة» وهو خاص بلهجة حاضرة مكة كما يقول المؤلف، وربما لا يشمل بالضرورة باديتها وقراها، يقول د. إبراهيم عن الكتاب: نشأنا - أبناء وبنات جيلي- في مكة المكرمة (العاصمة المقدسة.. حاضرة الحجاز والمملكة العربية السعودية)، على ما ورثناه من سِمات ومقوَّمات، وأمثالٍ ومقولات، في مختلف الشعَّابِ والحارات. وفي كل ذلك بنكهة حياتية خاصة ورِثناها عن آبائنا وأجدادنا، جيلاً بعد جيل. ومن أغلى ما ورثناه: لهجتُنا. وعندما يشار إلى لهجة (أهل مكة) فإنما يُقصَد بها اللهجة الدارجة في حواضر الحجاز بعامة: مكة المُكرَّمة، جِدَّة، المدينة المنوَّرَة، الطائف. وإنما حُددت «مكة» لخصوصية مركزها ولمكانتها كحاضرة الحواضر، ولِتواردِ الناس عليها عبر العصور من أنحاء شبه الجزيرة العربية لانتهال الثقافة، وللتعليم المدرسي وكذلك للعمل الحكومي.. وغيره. وكذلك كانت تهفو إليها النفوس من خارج الجزيرة، لكونها مركز الإسلام وعاصمته.. أم القرى؛ وكموئل للأفئدة ولما يتصل بدور مكة المكرمة الأساسي الأزلي، من حج وعمرة،.. بل ونتيجة (مجاورة) أعداد ممن قدموا إليها من (مجاوري) البيت الحرام. وهدَفي الأول وراء هذا الكتاب هو محاولة تسجيل سيرة تراثية تاريخية لمدينة مكة المكرمة، من خلال لهجتها وثقافتها المحلية. وهدَفي الثاني، هو تعريف الجيل الناشئ الحالي، وما يَلحقُ بعده من أجيال، ليس فقط بمسردٍِ قاموسيٍ، وأحياناً موسوعي، لمفردات (مَكّاوية) استذكرتُها فجمَّعتُها ورتَّبْتُها ألفْبائِياً تيسيراً للوصول إليها. ولكن، إضافة إلى السرد، فإني شفعتُ كلَّ لفظة بمعناها الحرْفي المباشر، ثم ألحقتُ ذلك في كثير من الأحيان، بتوضيحات.. شمِلت: 1 - أصل اللفظة حسَب فَهمي واطَّلاعي؛ 2 - تصريف اللفظة، كلما رأيت لذلك مغزىً خاصاً؛ 3 - ما يُشْبِه اللفظة، أو ما يعادلها في لهجة أخرى، كاللهجة الخليجية -البحرينية، مثلاً- أو المصرية أو الشامية، أو في اللغة الفارسية أو العبرية وكذلك في الفرنسية أو الإنجليزية؛ 4 - مرادفات أو مضادات اللفظة، كلَّما ناسب؛ 5 - سياق استعمال اللفظة، وخاصة حينما يختلف المعنى جذرياً من سياق إلى سياق؛ 6 - سرد (مثل شعبي) - كلما ناسب ولزم - وذلك لزيادة تِبيان المعنى أو لتوضيح السياق. (و لكن سرد الأمثلة الشعبية هنا إنما هو فقط هدف مساعد). * عميد سابق بجامعة البترول