المساجد هي أماكن للعبادة دون شك وهي المكان الذي يرتاده المسلمون لأداء صلواتهم خمس مرات في اليوم وفي شهر رمضان يتسع المجال في المساجد فتكون فرصة للنساء لأداء التراويح وبعد ذلك صلاة العيد. ومن المعروف أن دخول المساجد فيه روحانية كبيرة وفيه دعوة إلى التآلف والتعارف ولا نرغب العودة إلى فترات تاريخية حيث كان المسجد هو محور العملية التعليمية للكبار والصغار، فقد كانت المساجد تفسح المجال للعلماء لتدريس طلابهم واستمر هذا الوضع إلى فترات قريبة. طرحت كل ما سبق لأصل إلى نقطة تخص الأطفال خاصة البنات فقد لاحظت أن بعض المساجد في رمضان تمنع دخول البنات مع أمهاتهن وهن لسن في سن يدفع إلى الصراخ والشغب بل إن بعضهن قد يكنّ في السابعة والثامنة من العمر وربما أكبر وتكون الأم حريصة أن تجذب بناتها إلى المسجد للتعرف على جوانب قد لا تكون البنت قد تعرفت عليها من قبل، ولتعيش جزءاً من روحانية الصلاة بين الجماعة وهذا مظهر من مظاهر رمضان. ولكن المؤسف هو صدهن عن الدخول مما يصيبهن بشيء من الألم ويحبط أمهاتهن بل قد يدفع بالأم للرجوع إلى المنزل تاركة ما كانت ترجوه من خير وثواب بحضور صلاة التراويح في المسجد. من المهم إعادة النظر في هذا الأمر بأن تتولى وزارة الشؤون الإسلامية الاهتمام به وتقنينه على نحو واضح وإعلانه حتى يعرف الناس إن كان من الممكن أو غير الممكن أخذ الأطفال في سن محددة إلى المسجد ولا يترك الأمر للاجتهادات الشخصية وتعليق أوراق تنص على المنع. إن إتاحة المجال للصغيرات للصلاة في المسجد فيه فوائد كثيرة منها الإحساس بروح الجماعة في المسجد والمشاركة في أداء ركن من أركان الإسلام والتعود عليه، وعيش جانب ما عليه المساجد في رمضان. ختاماً ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع أن هذا الأمر تكرر في السنوات الماضية وهذا العام وأكثر ما ظل عالقاً في نفسي منع طفلة في التاسعة من عمرها من دخول المسجد في يوم العيد لأداء صلاة العيد ورأيت بنفسي مقدار الحرج الذي وقع على أهلها، وانكسار نفس الطفل في يوم من أيام الفرح للمسلمين.